للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

تجديد، ولو كان الخبر مقصورا على الذين هادوا والصابئين والنصارى لكان له موضعه ظاهرا، لأنهم غير مؤمنين.

وقد أجاب العلماء عن ذلك بجوابين: أحدهما - أن الذين آمنوا قد يراد بهم الذين أعلنوا الدخول في الإسلام وإن لم تذعن قلوبهم، ولكن هذا الجواب لا نرتضيه لأن المنافقين ومن لم يذعنوا للحقائق الإسلامية لَا يسمون مؤمنين، اقرأ قوله تعالى: (قَالَتِ الأَعْرَابُ آمَنَّا قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا ولَمَّا يَدْخُلِ الإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ. . .).

الجواب الثاني - أن معنى آمن بالنسبة لهم استمرار الإيمان، وبالنسبة لغيرهم إنشاؤه، ونرى في هذا الجواب نوعا من دلالة اللفظ على معنيين متقاربين في موضع واحد، إذ يراد الإذعان، والاستمرار عليه، وإني أرى أن الخبر ليس للحكم بقبول الإيمان فقط، بل إنه خبر في معنى الشرط والجزاء فيه إثبات أن الإيمان مناط النجاة والثواب، وذلك ينطبق على المؤمنين ومن يدخلون في الإيمان.

الأمر الثاني - هو دخول الفاء في قوله تعالى: (فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ). وقد قيل في ذلك: إن الموصول في (من آمن) في معنى الشرط، والفاء تدخل في خبر الموصول كما تدخل في جواب الشرط.

<<  <  ج: ص:  >  >>