للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

واحترس، وسار على الصراط المستقيم آمنا، وإن غلب الطمع، ربما انساق وراءه، وإذا انساق ربما سار في غير الطريق السوي.

ولقد قرب الله تعالى رحمته لعباد، فقال: (إِنَّ رَحْمَتَ اللَّه قَرِيبٌ منَ الْمُحْسِنِينَ).

المحسنون هم الذي أجادوا أعمالهم في الدنيا، وبلغوا بها الكمال الإنساني، وبالغوا في أداء واجبهم، وزادوا عليه وأطاعوا ربهم في كل ما أوجبه عليهم وألزمهم به.

ورحمة الله غفرانه (ذنوبهم)، والإنعام عليهم، وأن يكتب لهم الثواب بففمل منه وكرم، وقد قال تعالى في دعاء الأبرار:

(وَاكْتُبْ لَنَا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ إِنَّا هُدْنَا إِلَيْكَ قَالَ عَذَابِي أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشَاءُ وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ (١٥٦).

وقوله تعالى: (إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ منَ الْمُحْسِنِينَ) فيها إشارة إلى أن الله تعالى يعطي رحمته لمن يستحقها بغير حساب، ومن غير تسويف، والمسافة بين الرحمة وطالبها قريبة إن قدم لها العمل الصالح وعدم الإفساد.

وهنا بحث لفظي، يقول الله تعالى: (قَرِيبٌ) على أنها خبر لرحمة، وهي مؤنث لفظي لحقته التاء، وكان مقتضى السياق اللغوي أن يقول " قريبة " بدل " قريب ".

خرج بعض النحاة ذلك على أن (رحمة) مؤنث مجازي، ولا يلزم في خبره التأنيث، بل يجوز فيه التذكير.

وبعضهم قال بتقدير مكانها، فقال السياق: " وإن رحمة الله مكانها قريب " أي أنها سهلة في الوصول إليهم؛ لأنه كلما قرب المكان كان الوصول إليها أسهل.

<<  <  ج: ص:  >  >>