للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أفئدتهم له سبحانه، فهم مرتبطون برباط معنوي لَا ينفصم، وما تربطه المادة يقبل التحطيم أو القطع، وما يربطه الولاء والمودة لَا تنفصم عراه؛ لأنه مربوط بالعروة الوثقى لَا انفصام لها، فهي رباط المؤمنين الذين يستمسكون به.

وقد وصف الله تعالى المؤمنين بصفات توثق الإيمان وتقويه.

وأول وصف هو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

وثاني وصف هو ما ذكره الله سبحانه وتعالى بقوله: (وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ) أي يؤدونها مقومة مستقيمة بخشوع وخضوع، وحضور لجلال الله تعالى في أداء أركانها من قيام وركوع وسجود، لَا أن ينقروا نقرا، وهي الصلاة التي تنهى عن الفحشاء والمنكر، ويتحقق فيها قوله تعالى: (. . . إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكبَر وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ).

وثالث الأوصاف هو في قوله تعالى: (وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ) والزكاة هي المعاونة الاجتماعية التي يتعاون فيها الناس، فالغني يعين الفقير، كما يعين القوي الضعيف، وهي الماعون الذي ذكره سبحانه وتعالى في قوله: (فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ (٤) الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ (٥) الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ (٦) وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ (٧)، فالزكاة هي المعاونة التي فرضها الله على الأغنياء للفقراء، يعتقدها المؤمن مغنما ولا يحسبها مغرما.

والوصف الرابع ذكره سبحانه بقوله تعالت كلماته: (وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ) أي طاعة غير متململين فيها بتكليف، ولا مظهرين الطاعة ومضمرين العصيان، يطيعون بقلوبهم وجوارحهم، وينفذون أوامر الله تعالى في كل شئونهم، وشئون الجماعة المؤمنة، وعلى رأسها الجهاد.

إذا كان المؤمنون يقومون بهذه الواجبات، ويتصفون بهذه الصفات فقد حكم الله تعالى لهم بقوله تعالت كلماته:

<<  <  ج: ص:  >  >>