للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئًا وَهُوَ حَسِيرٌ)، وقد عذبوا مرات، كل مرة تتلوها أختها، عذبوا بعد أحد، وبعد الخندق، ومن قبل وبعد بدر، وفي كل غزوة كانوا يتمنون فيها الخسارة للمؤمنين، ولقد قال تعالى فيهم: (أَوَلَا يَرَوْنَ أَنَّهُمْ يُفْتَنُونَ فِي كُلِّ عَامٍ مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ لَا يَتُوبُونَ وَلَا هُمْ يَذَّكَّرُونَ (١٢٦).

و (السين) في قوله تعالى سنعذبهم لتأكيد وقوع العذاب المتكرر بهم، وهو عذاب نفسي وعذاب بدني كما وقع لقريظة، وعذاب مالي كما وقع لبني النضير وكل ذلك مع العذاب النفسي المستمر لغيرهم في كل الغزوات حتى تبوك.

قال تعالى: (ثُمَّ يُرَدُّونَ) ثم ينقلبون إلى عذاب عظيم في نار جهنم، و (ثم) هنا في معناها من حيث التفاوت بين عذاب الدنيا وهو مكرر، وعذاب الآخرة الدائم الذي لَا ينتهي، ويردون فيها معنى الدفع لهم عن الذي كانوا يحسبونه إلى عذاب عظيم، والتنكير هنا لتكثيره وشدة آلامه، كما قال تعالى: (إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ. . .).

وبعد أن ذكر السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار ذكر الذين تابوا واعترفوا بذنوبهم.

فقال تعالى:

<<  <  ج: ص:  >  >>