للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

العشاء ثم نبه سبحانه وتعالى إلى الفجر وصلاته، فقال: (وَقُرْآنَ الْفَجْرِ) عبر عن صلاة الفجر بقوله: (وَقُرْآنَ الْفَجْرِ)؛ لأن القراءة ركنها ولأنه يجب أن يكون الجهر بها، ولأنه يندب أن تكون القراءة فيها بطوال السور أو ببعضها، ولأن القرآن فيها مشهود مستحسن، وقوله تعالى: (إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا)، أي تشهده الملائكة إذا لم تدرن النفس بعوجاء الحياة، واختلافات الأهواء والمنازع؛ ولأن الفجر ينبغي أن يؤدي في جماعة، ويجب أن يشهده أكثر المؤمنين القريبين من المسجد، ولأنه أول ما تستقبل به الحياة، ويصح أن نقول: إن (مَشْهُودًا) كناية عن رفعته ومقامه عند اللَّه وعند المؤمنين، وهذه الأوقات تتلاقى مع قوله تعالى في سورة الروم المكية: (فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ (١٧) وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَعَشِيًّا وَحِينَ تُظْهِرُونَ (١٨).

وبعد ذكر اللَّه تعالى الفرائض، أشار سبحانه وتعالى إلى النوافل فقال:

<<  <  ج: ص:  >  >>