والورع: اتقاء الشبهات بعد اتقاء المكروهات والمحرمات.
وذلك أن العلم نور، ونور الله لا يمكن أن يوضع في المكان الموحش الخرِب، وإنما يختار للسراج الزجاج المضيء اللامع فيوضع فيه، ولهذا قال الشافعي: شكوتُ إلى وكيعٍ سوءَ حفظي فأرشَدَني إلى ترك المعاصي وأخبَرني بأنَّ العلمَ نورٌ ونور اللهِ لا يُهدى لعاصي وروي عنه أنه قال: لما أتيت مالكًا جلست في طرف الحلقة فلما انفضت دعاني فقال: (يا بنيّ! إني أرى أن الله قد قذف في قلبك شيئًا من نوره فلا تطفئه بظلمة المعصية).
وقال ابن عباس:(للمعصية وحشة في النفس، وظلمة في الوجه، وانكماش في القلب) وكل ذلك من آثار المعصية.
ولذلك لا يمكن أن ينبسط صاحبها مع العلم، وأن يدرك جزئياته.