كذلك من هذه العوائق التي تحول دون التوبة استكبار الذنب، فكثير من الناس ما يحول بينه وبين أن يتوب إلا أنه يستعظم ذنبه، فيرى أنه قد أوجب النار، وحينئذٍ يعد نفسه من أهل النار وأنه لا تنفعه توبة، نسأل الله السلامة والعافية، وهؤلاء أيضاً قد ذهب بهم الشيطان ذات الشمال فصدهم عن التوبة والطريق المستقيم؛ لأن الله سبحانه وتعالى يقول في كتابه:{قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ}[الزمر:٥٣]، والله سبحانه وتعالى يبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل، ويبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ومهما عظم الذنب فلن يكون أعظم من رحمة الله ومغفرته.