ما المقصود بحسن الخلق في حديث:(أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً)؟
الجواب
بالنسبة لحسن الخلق الذي قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم:(أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقا) المقصود به ما يكون من حسن التعامل مع الله ومع الناس، فهو يشمل ما يقتضي من الإنسان الإحسان عموماً الإحسان في أدبه مع الله، والإحسان في معاملته لوالديه والإحسان في معاملة أهله ولده، والإحسان في معاملة جيرانه، والإحسان في معاملة عامة المسلمين، والإحسان في معاملة سائر الناس.
إن الرسول صلى الله عليه وسلم يقول فيما روي عنه من حديث أبي ذر رضي الله عنهما:(إن الله كتب الإحسان على كل شيء، فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة، وليحد أحدكم شفرته وليرح ذبيحته)، وهذه هي الرحمة، والله كتبها على نفسه فقال:{كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ}[الأنعام:٥٤].
ولذلك يقول الحكيم: ارحم بني جميع الخلق كلهم وانظر إليهم بعين الرفق والشفقه وقّر كبيرهم وارحم صغيرهم وراع في كل خلق حق من خلقه فهذا الخلق هو ركن ركين من أركان هذا الدين، وهو أساس القيم التي جاء بها هذا الدين وفرضها وشرعها، ولذلك من أراد أن يتعامل مع هذا الدين في برود وجفاف ولا يستعمل جانبه العاطفي فيه ولا يهتم به، لا يمكن أن يكون من أكمل المؤمنين إيماناً أبداً، لأنه يهمل هذا الجانب فتقع منه مجازفات وتنطع وتشدد على الناس في غير موضعه.
وقد أخرج عبد الرزاق في مصنفه عن ابن جريج أن رجلاً قال لـ عطاء بن أبي رباح:(يا عطاء! إنك يجتمع في مجلسك الناس -يقصد الفرق الإسلامية- وإني أكلمهم فاشتد عليهم ولا أراك تفعل ذلك، فقال: إني سمعت قول الله تعالى: {وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا}[البقرة:٨٣])، فيدخل في ذلك اليهودي والنصراني.