للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[إمكان وصول الحركات الإسلامية إلى السلطة عن طريق الديمقراطية]

السؤال

هل يمكن للحركات الإسلامية الوصول إلى السلطة عن طريق الديمقراطية، رغم أن كل التجارب باءت بالفشل، إلا في حالات خاصة كبعض الدول ذات الحكم الملكي؟

الجواب

أن الحركات الإسلامية لا تريد الوصول إلى حكم هذه الدول عن طريق الديمقراطية، ولو أرادته فإنها لا يمكن أن تقيم بذلك دولة إسلامية، وإنما تريد تقليل بعض الشر، فبعض الشر أهون من بعض، أو تريد جلب بعض المصالح المؤقتة، لكنها لا تعلق آمالاً كبيرة على الديمقراطية، ومن هنا فما يحصل -مما يراه الناس فشلاً في كثير من البلدان- غير مفاجئ لكثير من الذين يعيشون الوضع ويرونه.

والحركات الإسلامية في العالم تنطلق من واقعها ورؤيتها الواضحة للبلد الذي هي فيه، فكثير من الحركات لا تريد إقامة دولة الإسلام في بلدها؛ لأنها تعلم أن هذا البلد ليس له مقومات الدولة الإسلامية، وإنما تريد وجود شعب إسلامي أو مجتمع إسلامي أو تقليل بعض الشر، ومن أجل هذا يمكن أن تتعايش مع بعض الحكام الذين هم أقل شراً إذا قبلوا رفع بعض الضرر عن المسلمين، وإذا قبلوا تطبيق حدود الله تعالى أو تطبيق بعض أوامره، وهم يعلمون أن الدولة لن تكون دولة إسلامية حينئذٍ، ولكن بعض الشر أهون من بعض.

بل أكثر الجماعات الإسلامية القائمة اليوم ترضى عن كثير من الحكام لتقليل الشر، ويمكن أن تتعاون معهم في إزالة كثير من مظاهر السوء والفساد، وأن تساعدهم على بعض ما يريدونه؛ لأنها تعلم أن الدولة لم تكن إسلامية في هذه الحقبة، وإنما يراد بها تقليل بعض الشر وإظهار بعض الخير، والقضاء على بعض الفساد المنتشر، وبالتدريج يمكن أن يزال هذا الفساد بالكلية.