للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[المعاني التي يطلق العبد فيها]

(فالعبد الفقير): ويقصد نفسه بذلك.

والعبد: تطلق على أربعة أمور: تطلق على عبد الخلق، ومعناه: المخلوق لله سبحانه وتعالى، فكل الناس عباد لله لأنه خلقهم أجمعين، ولهذا قال: {وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا} [مريم:٩٥]، {إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا} [مريم:٩٣]، معناه: خلقهم كذلك.

والثاني: عبد الملك، فالمملوك أياً كان يسمى عبداً لأنه رقيق لسيده ومالكه.

والثالث: عبد النعمة، معناه: المنعم عليه فهو عبد للنعمة التي في عنقه.

الرابع: عبد المحبة، وهذا الأخير فيه يقول الشاعر: يا عمرو ناد عبد زهراء يعلمه السامع والرائي لا تدعني إلا بيا عبدها فإنه أشرف أسمائي ويقصد بذلك المحبة، وهذه الأقسام الأربعة كل إنسان مسلم ينبغي أن تكون متحققة في تعامله مع الله، فهو عبده بالخلق؛ لأنه خلقه، وهو عبده بالملك؛ لأنه يملكه، وهو عبده بالنعمة؛ لأنه أنعم عليه بنعمة الإيمان وما دونها من النعم، وهو عبده بالمحبة، فينبغي أن يحبه حباً لا يحب به شيئاً آخر: {وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ} [البقرة:١٦٥]، فتتحقق العبودية بهذه الأمور الأربعة.

(الفقير) أصل الفقير الذي بدت فقرات ظهره، ووزنها: فعيل، ولما كان من لا يملك مالاً لا يحسن التغذية فتضعف أعضاؤه وتظهر فقراته سمي من لا يملك -حتى لو كان سميناً- فقيراً، والمقصود بذلك الفقر إلى الله سبحانه وتعالى، فالله سبحانه وتعالى يقول: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ} [فاطر:١٥].

(نظما) معناه: جمع.

(نظماً) معناه: كلاماً موزوناً.

(بفقه مالك يجلو الظما): أراد فيه أن يزيل العطش في فقه مالك، ولا يريد فيه التوسع أكثر من ذلك، فهذا تواضع وإلا فقد جمع فيه مائة ألف وعشرين ألف مسألة في فقه مالك.