أن الإمام مالكاً هو أبو عبد الله مالك بن أنس بن مالك أبي عامر بن الحارث بن عمرو بن غيمان بن خثيل بن الحارث بن عمرو وهو ذو أصبح الأصبحي الحميري من حلفاء بني تيم بن مرة، كان أجداده أحلاف لـ طلحة بن عبيد الله، وقد تربى في المدينة وتعلم فيها، ولم يخرج منها إلا إلى الحج، وكان إمام زمانه دون مدافع، وقد فسر الذين عاصروه من أتباع التابعين قول النبي صلى الله عليه وسلم:(يوشك أن يضرب الناس آباط الإبل في طلب العلم فلا يجدون عالماً أعلم من عالم المدينة) أن المقصود بذلك الإمام مالك بن أنس، وقد شهد له أهل زمانه بالإمامة في دين الله، وروي عنه بعض أشياخه كـ يحيى بن سعيد ومحمد بن شهاب الزهري وغيرهما، وروى هو عن أكثر من تسعمائة من التابعين، وروي عنه أكثر من ألف، وألف الموطأ الذي هو أقدم كتاب لدى المسلمين، قال فيه الشافعي رحمه الله: ما تحت أديم السماء كتاب أصح من كتاب مالك.