ثم اعلموا رحمني الله وإياكم أن الذي إذا رفع يديه لا يرفعهما إلا إلى لله، وإذا سأل لا يسأل إلا الله؛ هو الذي ذاق طعم العبودية لله عز وجل، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لابن عمه ابن عباس:(إذا سألت فاسأل الله)، فلا بد أن نتوكل على الله، وأن نسأله غاية المسألة، وتذكروا إخواني قول المكودي رحمه الله: إذا عرضت لي في زماني حاجة وقد أشكلت فيها علي المقاصدُ وقفت بباب الله وقفة ضارع فقلت إلهي إنني لك قاصد ولست تراني واقفاً عند باب من يقول فتاه سيدي اليوم راقدُ بل تذكروا قول السهيلي رحمه الله: بجمال وجهك سيدي أتشفع ولباب جودك بالدعا أتضرعُ يا من يرى ما في الضمير ويسمع أنت المعد لكل ما يتوقعُ يا من يرجَّى للشدائد كلها يا من إليه المشتكى والمفزع يا من خزائن رزقه في قول كن امنن فإن الخير عندك أجمعُ ما لي سوى فقري إليك وسيلة فبالافتقار إليك فقري أدفعُ ما لي سوى قرعي لبابك حيلة فلئن منعت فأيَّ باب أقرع ومن الذي أدعو وأهتف باسمه إن كان فضلك عن فقيرك يُمنع حاشا لمجدك أن تقنط داعياً فالفضل أجزل والمواهب أوسع وتذكروا كذلك قول الحكيم: لا تسألن بنيَّ آدم حاجة وسل الذي أبوابه لا تحجب فالله يغضب إن تركت سؤاله وبنيُّ آدم حين يُسأل يغضبُ