كذلك مما يحول دون التوفيق للتوبة أكل الحرام، فالذي يعيش من حرام لا يستجاب دعاؤه، ومن دعائه الاستغفار، ولذلك كُلْ ما شئت فمثله تعامل، واصحب من شئت فإنك على دينه، فالذي يعيش من حرام كيف يوفق لتوبة الله ولأن يكون من أهل الجنة وزاده كله حرام؟! ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم:(وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا}[المؤمنون:٥١]، وقال تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ}[البقرة:١٧٢]، ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء: يا رب يا رب.
ومطعمه حرام، وملبسه حرام، وغذي بالحرام، فأنى يستجاب لذلك!)؟ فكل لحم نبت من حرام فالنار أولى به، ومن عاش بالحرام فإن معاشه أول ما يصل إلى جوفه منه سيكون ناراً على قلبه يحجبه عن مشاهدة أنوار التوبة، وبذلك لا يتوب ما دام الحرام في بطنه.