للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[من آثار الخشية: الاستغناء بما آتاه الله]

كذلك من فوائد خشية الله سبحانه وتعالى: أنها تقتضي من الإنسان الاستغناء بما آتاه الله، فينال بذلك الحرية والانعتاق من أسباب المذلة والهوان، فالإنسان الذي يخشى الله سبحانه وتعالى لا يمكن أن يذل لمخلوق على طمع، ولا يمكن أن يخنع لأي سبب من الأسباب؛ لأنه يعلم أن رزقه قد كتب، وأن أجله قد كتب، وأنه لا يمكن أن يزاد فيه، ولا أن ينقص منه، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لـ ابن عباس رضي الله عنهما: (واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف).

من أدرك هذا ونال الخشية استطاع بذلك التحرر من ضغوط الآدميين، والانعتاق من قيودهم، فهو عبد لله تعالى حر من العبودية للمخلوقين، مقبل على الله سبحانه وتعالى، لا يمكن أن يذل لمخلوق ولا يعرف الخنوع والركوع لغير الله سبحانه وتعالى.