كيف يكون تعامل الطالب مع زملائه من الرجال والنساء المختلطين الذين يتسابقون فيما بينهم؟
الجواب
يجب على الإنسان أن لا يخالط الأجنبيات، فقد قال الله تعالى:{قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ}[النور:٣٠]، وخلطة الأجنبيات أعظمها خلطة الفروج وأدناها خلطة النظر، وقد حرم الله الأمرين، فدل ذلك على تحريم ما بينهما؛ لأنه قال:{قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ}[النور:٣٠]، وهذا أقوى شيء في الخلطة، فإذ حرم هذان الحدان حرم ما بينهما كالمصافحة والاقتراب، ولذلك حرم النبي صلى الله عليه وسلم الدخول على النساء فقال:(إياكم والدخول على النساء.
قالوا: والحمو يا رسول الله؟ قال: الحمو الموت)، وأمر النساء أن يقمن من وراء الرجال، وأن لا يمشين وسط الطرق، والحمو قريب الزوج ووالده وقريبه.
نعم، لا بد من صلة الرحم، لكن لا يحل الاختلاط والخلوة، كذلك إذا كان الإنسان بين مجموعة من المنتهكين لحرمات الله كهؤلاء فيجب عليه أمران: أولهما: أن يهجر بقلبه.
وهذه الهجرة هي التي تسمى بالهجرة الشعورية، أن يهجر ما هم عليه، وأن يبغضهم على مخالفتهم للحق، وأن يهجرهم بقلبه، ثم بعد ذلك الأمر الثاني: وهو تغيير ما استطاع، فإن استطاع تذكيرهم بالله وتخويفهم وأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر فليفعل، وإن لم يستطع ذلك فليهجرهم ما استطاع، إن استطاع الهجرة البدنية فبها ونعمت، وإن لم يستطع فليهجر الهجرة الشعورية.