للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[الجهل]

كذلك مما يحول دون التوبة الجهل، فإن كثيراً من الناس يجهل ما أوجب الله عليه وما حرم، ولذلك إذا وقع في الذنب لم يستشعر أنه وقع في معصيته؛ لأنه لم يعرف أن هذا محرم، وإذا أهمل طاعة لم يتب من ذلك؛ لأنه لم يستشعر أنه ترك واجباً، ومما يعين على الجهل قادة الفتنة، وعلماء السوء الذين يبيحون للإنسان ما حرم الله عليه فيطيعهم بذلك اتباعاً للهوى.

وعلى الإنسان حينئذ أن يراقب هواه؛ فإنه إن مال وراءه كان إلهاً: {وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللَّهِ} [القصص:٥٠]، {أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً} [الجاثية:٢٣]، فالذي إذا قال له ناصح: هذا حرمه الله عليك، وهو طريق من طرق النار.

وقال له آخر: بل هذا من الأمور الجائزة.

أو: يمكن أن أجد لك فيه رخصة.

أو: قال فلان وفلان بإباحته فرأى نفسه مائلة إلى المبيح لا إلى المحرم فقد اتبع هواه بغير هدى من الله.