الحمد لله رب العالمين وأصلي وأسلم على من بعث رحمة للعالمين، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهديه واستن بسنته إلى يوم الدين، أما بعد: فإن الله سبحانه وتعالى حذر من الشقاق والفرقة في كتابه في عدد من الآيات، فجعله منافياً للرحمة في قوله تعالى:{وَلا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ * إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ}[هود:١١٨ - ١١٩].
وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم تحذيره من الفرقة والخلاف في عدد كثير من الأحاديث الصحيحة، فمنها ما قاله في خطبته في حجة الوداع، تلك الخطبة التي لم يعش بعدها رسول الله صلى الله عليه وسلم فوق هذه الأرض إلا اثنين وثمانين يوماً، فكان ذلك وصيته إلى أمته فقال:(لا ترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض)، وحذر من آثار الخلاف فقال:(سباب المسلم فسوق، وقتاله كفر).