فالجنة درجات متفاوته، وهي جنان كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث أم حارثة:(أوجنة هي؟ إنما هي جنان، وابنك في الفردوس الأعلى منها تحت عرش الرحمن)، وكذلك النار دركات نسأل الله السلامة والعافية، ولها سبعة أبواب لكل باب منهم جزء مقسوم، والجنة لها ثمانية أبواب.
وأبواب الجنة موزعة بحسب الأعمال الصالحة، فمنها باب الجهاد وباب الصلاة وباب الصدقة، وباب اسمه الريان لا يدخل منه إلا الصائمون، فإذا دخلوا منه أغلق فلم يدخل منه أحد، وحين حدث رسول الله صلى الله عليه وسلم بهذا الحديث قال له أبو بكر:(يا رسول الله! ما على من دعي من جميع هذه الأبواب من بأس؟ فقال: نعم، وإني لأرجو أن تكون منهم) فـ أبو بكر لم يرض أن يدعى من باب واحد أو بابين أو ثلاثة، بل كانت همته عالية، فما رضي إلا أن يدعى من جميع أبواب الجنة.
وكذلك أبواب النار هي الأعمال السيئة، كالشرك والقتل وعقوق الأمهات والزنا وشرب الخمر وغير ذلك من الفواحش، ولهذا ذكر الرسول صلى الله عليه وسلم أنه في آخر هذه الأمة دعاة على أبواب جهنم من أجابهم إليها قذفوه فيها، فأبواب جهنم هي كبائر الإثم والفواحش، وهناك قوم يدعون إلى هذه ويروجون لها ويسعون لانتشارها بين الناس، فمن أجابهم إليها أدخلوه من هذا الباب، وهذه الأبواب مفتحة وعليها ستور، وعليها مناد يقول: يا عبد الله! لا تلج الباب فإنك إن تلجه لن تخرج منه، فلذلك تستدرج من دخلها، نسأل الله السلامة والعافية.
يجب الإيمان بالجنة والنار؛ لأنه من المعلوم بالدين بالضرورة بخلاف كثير من المشاهد الأخرى من مشاهد القيامة، فلا يقبل من أحد يؤمن بالله واليوم الآخر أن ينكر وجود الجنة أو وجود النار، أو يجهل ذلك، فهذا مما لا يمكن جهله من الدين، لكن لا يجب الإيمان بتفاصيل ما فيهما ولا عدد أبوابههما، ولا درجات ذلك، إنما يجب ذلك على أهل فروض الكفايات فقط.