للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[حكم تعلم المرأة في المدرسة]

السؤال

ما حكم تعليم المرأة في المدرسة هل هو جائز أم لا؟

الجواب

المقصود تعلم المرأة في المدرسة، والجواب أن المدارس الموجودة اليوم في بلادنا هذه وفي أكثر البلدان سواها مدارس فاسدة، بنيت في أصلها على الفساد، ففيها الاختلاط، وفيها البرامج التي لم تراع فيها مصالح الدارسين، ولا مصالح البلد، بل ما رأيكم في مصلحة شبابنا وشاباتنا اليوم هنا في دراسة مقررات الفلسفة التي تدرس في الثانوية، هل تفيد في دين أو مروءة أو علم أو دنيا أو آخرة؟ لا فائدة فيها وإنما هي أخذ وقتٍ وجهدٍ كبير، وعناء مبين، وتعطيل طاقةٍ كبيرة كان يمكن أن تستغل فيما هو نافع، وكذلك الآداب الفرنسية، والتاريخ الفرنسي، وكثير من العلوم التي لا فائدة فيها.

حتى العلوم المفيدة، إنما يستفيد منها نخبة من الناس قلة، كعلوم الفيزياء، والرياضيات، والعلوم، هذه علوم مفيدة، لا تستغني عنها الأمة، لكن هل ينبغي أن يتعلمها كل أفراد الأمة؟ لا.

لا فائدة من هذا.

وهل كل من تعلمها سيفيد بها؟ كثير منكم الذين درسوا في المدارس كثيراً من القوانين الفيزيائية والكيمائية، فهل فيكم من أنتج لنا شيئا من المنتجات الجديدة؟ لا يوجد هذا! إذاً هذه المواد بنيت على باطل، ولذلك فإن هذه المدارس الموجودة من أصل نشأتها بنيت على فساد وباطل، ويجب محاولة إصلاحها، ومحاولة ترشيدها، وإزالة ما فيها من الفساد بما يستطيع الناس من ذلك، ولن يكون هذا في عشية واحدة، ولا في ضحاها، بل لا بد فيه من زمن، لأن هذا الفساد ما جاء إلا بالتدريج بمدة طويلة، فلذلك لا يزول أيضاً إلا بالتدريج بمدة طويلة.

لكن يجب على النساء وعلى الرجال المشاركة في إيجاد البدائل الصحيحة، فمن تمكن من إقامة مدرسة حرة، وكان بإمكانه أن يجعل التعليم فيها منفصلاً بحيث إن الرجال يدرسون وحدهم والنساء يدرسن وحدهن، وتكون المواد فيها ملائمة للمستوى المطلوب المفيد النافع، أو أقام معهداً وكانت الدراسة فيه بحسب ما هو ملائم نافع، وكانت منفصلة للرجال وحدهم، والنساء وحدهن، كان هذا من البدائل الصحيحة النافعة، ولذلك يجب على الدولة أن تغير واقع المدارس، ويجب عليها شرعاً أن تمنع الاختلاط بين الرجال والنساء في المدارس، وأن تغير البرامج المدروسة، ويجب على القائمين على ذلك سواء كانوا في المعهد التربوي الوطني أو في وزارة التعليم أو في المفتشية العامة، أن يغيروا واقع هذه المدارس، وأن يصلحوه وأن يبادروا إلى ذلك، وألا يأخروه، فلا يحل لشخص أن يؤخر توبة ولا يقول: حتى يؤتيني الله مالاً، فإنه من علامات الشقاء والخذلان وطمس البصيرة.