للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[طريقة تغيير قناعات الوالدين الواقعين في الشرك]

السؤال

لي والدان يستغيثان بغير الله، ويكرهان الدعوة، فماذا يجب علي أن أفعله معهما؟

الجواب

عليه أن يبر والديه، وأن يحسن إليهما حتى يؤثر فيهما، وإذا أصبح مؤثراً فيهما فسيحبان ما يحبه هو، وحينئذٍ يصرف عنهما كل قبيح من الأفعال والأخلاق والعقائد وغير ذلك، وهذا ليس قولاً نقوله من غير تجربة، بل هو أمر مجرب من لدن القدم، فمن لا تؤثر فيه ولا يجد منك الحرص على شئونه وأموره ولا يحبك لا يمكن أن تؤثر فيه، لكن من يثق بك تمام الثقة، يسهل عليك تغيير منكره، ويسهل عليك التأثير عليه، وأنا أعرف رجلاً كان معنا، وكان شاباً من شباب نواكشوط، وقد توفي -نسأل الله أن يغفر له ويرحمه- وكان من خيرة الشباب، وأبوه رجل كبير السن وشيخ قبيلة، ولكنه كان أبر أولاده به فحصل على ثقته، فكان أبوه -إلى الآن- إذا رأى رجلاً من الذين كان يعرفهم مع ابنه قال: محمد محمود -اسم الولد- لا يصحب إلا الخيرين.

وذلك لتمام ثقته بولده؛ لأنه يقول: عرفته منذُ بلغ فما رأيت منه إلا خيراً.

فحصل على ثقته، فكان الوالد يغير رغباته وقناعاته امتثالاً لرغبة ولده، ويغير كل القناعات، ومستعد أن يترك كل شيء؛ لأنه يثق بولده تمام الثقة.