يقول النبي صلى الله عليه وسلم:(إنما أهلك الذين من قبلكم كثرة مسائلهم واختلافهم على أنبيائهم)، ما الجمع بين ذلك وبين قول الله تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ وَإِنْ تَسْأَلُوا عَنْهَا حِينَ يُنَزَّلُ الْقُرْآنُ تُبْدَ لَكُمْ}[المائدة:١٠١]، وبين قوله تعالى:{فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ}[النحل:٤٣]؟
الجواب
بالنسبة للآية والحديث اللذين فيهما النهي عن المسائل، فالمقصود بذلك المسائل التي فيها تكلف وتعسف لما لا يحتاج الناس إليه، أما قول الله تعالى:{فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ}، فهذا في المسائل العملية التي يحتاج إليها الإنسان، يسأل عنها ليعمل بها، وشتان بين الأمرين، فالمسائل التي كرهها النبي صلى الله عليه وسلم هي مثل السؤال عن أخبار بني إسرائيل، والسؤال عن أمور القدر، والسؤال عما يتجدد من أمور هذه الأمة، فالمسائل التي ليست عملية ولا داخلة في إطار العمل، هي التي كره السؤال عنها.
أما السؤال عن أحكام الدين وما جهله الإنسان منها، فهذا من المحبوب شرعاً؛ المطلوب الذي لا بد أن يسأل الناس عنه؛ ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم:(إنما دواء العي السؤال).