للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[وسائل دعوة المسلمين]

السؤال

كيف ندعوا المسلمين، خاصة المنحرفين انحرافاً بيناً كالعلمانيين والشيوعيين؟

الجواب

هؤلاء ليسو من المسلمين، لكن دعوة المسلمين إنما هي تخويفهم بالله تعالى وتذكيرهم به، وتذكيرهم بأيام الله، وأخذه الشديد، وتذكيرهم بالموت وسرعة الانتقال من هذه الدار، فإن هذا مما ينفع المؤمنين، فإن الذكرى تنفع المؤمنين، فيدعون بوسائل الدعوة السبع، وهي المذكورة في قول الله تعالى: {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُوا إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ} [يوسف:١٠٨] هذه الوسيلة الأولى، {أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي} [يوسف:١٠٨]، هذه الوسيلة الثانية، {وَسُبْحَانَ اللَّهِ} [يوسف:١٠٨] هذه الوسيلة الثالثة، {وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ} [يوسف:١٠٨]، هذه الوسيلة الرابعة.

وفي قوله تعالى: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ} [النحل:١٢٥] هذه الوسيلة الخامسة، {وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ} [النحل:١٢٥] هذه السادسة، {وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} [النحل:١٢٥] هذه الوسيلة السابعة، فهذه السبع الوسائل بنص كتاب الله.

فالوسيلة الأولى قوله: {عَلَى بَصِيرَةٍ} [يوسف:١٠٨]، فلا بد أن يكون الإنسان على بصيرة بما يدعو إليه، وعلى بصيرة بمن يدعوه وبأسلوب الدعوة.

وقوله تعالى: {أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي} [يوسف:١٠٨] هذه الوسيلة الثانية، فلا يمكن أن يكون الإنسان داعياً بنفسه وحده، بل لابد أن يجد من يساعده على ذلك ويعينه عليه.

وقوله تعالى: {وَسُبْحَانَ اللَّهِ} [يوسف:١٠٨] هذه الوسيلة الثالثة، فلا بد أن يستعين الإنسان بالتوكل على الله وعبادته واللجأ إليه، فإن من وسائل الدعوة الدعاء، وإتقان العبادة، فمن لم تستطع التأثير فيه ببيانك ولسانك فأثر فيه بنور قلبك، وبدعائك، فإن لم يستجب لك فحاول التأثير فيه بالدعاء، فقلما يعجزك مع الدعاء.

وقوله تعالى: {وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ} [يوسف:١٠٨] هذه الوسيلة هي التميز، فلابد أن يكون الداعية متميزاً مخالفاً للذين يدعوهم فيما يدعوهم إليه، فلا يمكن أن يدعو إلى شيء وهو يخالف فيه، فلابد أن يتميز عن المشركين.