وكذلك مما يعين على الخشوع في الصلاة: استواء الصف؛ فالصف الذي يتخلله الشياطين لا يمكن أن يحضر أصحابه، ولا أن يخشعوا، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(مالي أرى الشياطين خلال صفوفكم كأنهم غنم عفر؟!)، وقال:(عباد الله! لتسوون بين صفوفكم، أو ليخالفن الله بين وجوهكم).
فلذلك لابد أن يجتهد الناس في تسوية الصفوف، وأن يلين الإنسان في يد إخوانه حتى يكون ذلك سبباً لخشوعه، وكم من إنسان لم يكن خاشعاً فأحس بقشعريرة جاره في الصف فأدى ذلك به إلى الخشوع! وكم من إنسان أيضاً كان مشتغلاً على الأقل بالحضور في الصلاة، فإذا بجاره يتثاءب، فاتصل به الشيطان فتثاءب هو بتثاؤب جاره، وكثيراً ما ترون الإنسان إذا تثاءب تثاءب جاره في الصلاة؛ لأن الشيطان يتوصل بالجار إلى جاره.