للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[اختيار الله للأمناء على دينه وإعدادهم]

إن أولئك الذين ائتمنهم الله سبحانه وتعالى على الوحي واختارهم من بين الخلق لإقامة الحجة هم أمناء الله سبحانه وتعالى، قد ارتضاهم لهذه الأمانة، فلم يكن ليجعل وحيه بدار هوان، إنما يختار لوحيه من يصلح لأن يؤتمن عليه.

ويعدهم الله سبحانه وتعالى لذلك إعداداً عظيماً قبل أن يكلفهم بهذه المهمات، وقد انتبه لهذا الإعداد أحد شعراء شنقيط وهو الحسني رحمه الله في قصيدته التي يصف بها الشيخ سديه ابن المختار رحمهم الله أجمعين حيث يقول: ما للمشيب وفعل الفتية الشببه وللبيب يواصي في الصبا خببه آلت لذي شمط الخدين رجعته إن القتير ليحمي ذو النهى طربه لما تأوب لي من طول ما جمحت نفسي هموم رمت صدري بما سلبه ناجيت فكري وقد أمعنت من نظري ثم استمر بي الرأي الذي اكتسبه أن يممت شرف الدين الكمال بنا علياء تعتسف الآكام والهضبة حتى وضعت عصا سيري بباب فتىً يؤوي الطريد ويولي الراغب الرغبة من نبعة طيب الباري أرومتها بيتاً أحل ذرى المجد العلا نسبه حارت أناس بجدوى حاتم ولقد نرى سخاء كمال الدين قد غلبه أحنى على الشعث والأيتام من نصب على صغير لها قد أكبرت عطبه أشد عند تمادي أزمة فرحاً بالمعتفين من العافي بكل هبة يلقى العفاة بوجه من سماحته كالهندوان تجلو متنه الجلبه وإن ألم به ضيف فمرتحل يثني وكان حميد الظن إذ رغبه ولى يفرق مدح الشيخ في فرق شتى ويكثر مما قد رأى عجبه رأى هنالك أخلاق الكرام إلى زي الملوك وزي السادة النخبة رأى مصرعة الأنعام قد قسمت بين الصفيف وبين الجونة الرحبه رأى الضيوف على باب الكمال كما يرى العفاة على عدّ حمت قلبه من معتفٍ وأخي حوجا وملتمس فصل القضا ومريد كشف ما حجبه أو كشف مسألة والكل قد وسعت جفانه ولكل منه ما طلبه فالله بارك في نفس الكمال وفي ما الله موليه من قصوى ومقتربة إن تستبق حلبات المجد راكضة نحو المعالي تراه سابق الحلبة لا يضمر الضغن من جار أساء ولا من المصاحب يوهي صبر من صحبه وكم ذءاً بينما حيي أصلحه خرز الصناع لمسنى أجرة قربه أما الرقاع فأعناق يجود بها والسير نصح بليغ يبتغي القربة رآه ذو العرش علام الغيوب لذا أهلاً فساق إليه قبله سببه فهنا انتبه إلى الاختيار الرباني للذين يأتمنهم الله على الوحي ويجعلهم أساطين الأرض يقومون بالحجة لله فيقولون كلمة الحق مدوية لا يخافون في الله لومة لائم، ويقومون لله بالقسط في عباده، فيؤدون الحق الذي عليهم بعد أن تحملوه، فأخذوه من حله ووضعوه في محله، وجاهدوا في سبيله، فلذلك قال: رآه ذو العرش علام الغيوب لذا أهلاً فساق إليه قبله سببه علماً وفهماً يصيد المشكلات به درك الطيرة من سرب المها عطبة