الواقف في البيت فهو منقطع (بمكانه) عن المسجد وعن المصلين (الواقفين) في المسجد, ولا بد من الاجتماع مع الإمام والاتصال بالجماعة في المكان, كما لا بد من المتابعة والاتصال في الأفعال, ولولا ذلك لبطل الاجتماع في الجماعات, ولجاز (أن يصلي) الإمام في المحراب في الجامع والناس يصلون في مساكنهم وخاناتهم وأسواقهم ومدارسهم من غير اتصال الصفوف على وجه من وجوه (الاتصال).
ولو كانت المسألة بحالها وكان صحن الدار واسعا, ودخل صف المسجد في صحن (الدار) , فوقف خلف هذا الصف (صف) في الصحن وبين الصفين مائتي ذراع أو ثلاثمائه (ذراع) , فالقياس يقتضي أن صلاة الصف الثاني صحيحة, لأن الشافعي- رضي الله عنه- (لم يجعل) هذا القدر من المسافة قاطعا في الصحارى والشوارع, فكذلك في الصحن الواسع, بخلاف بيوت الدار فإن الأبنية إذا اختلفت انقطع بعضها عن بعض في الحكم إلا (في) المسجد الواحد (بأبنيته المختلفة) فإنها جميعا في حكم المتصل, وإن