[الأمثال]
: قالوا: «مثل النعامة لا طير ولا جمل» «١» . يضرب لمن لم يحكم له بخير ولا شر، وقالوا: «أروى «٢» من النعامة» ، لأنها لا تشرب الماء، فإن رأته شربته عبثا. وقالوا: «ركب جناح نعامة» «٣» . يضرب لمن جد في أمر كانهزام أو غيره، وقد تقدم في باب السين، قول الشماخ في أبياته التي رثى بها عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه. قالت عائشة رضي الله تعالى عنها، لما كان آخر حجة حجها عمر بأمهات المؤمنين رضي الله تعالى عنهن: مررت بالمحصب فسمعت رجلا على راحلة قد رفع عقيرته فقال «٤» :
جزى الله خيرا من إمام وباركت ... يد الله في ذاك الأديم الممزق
فمن يسع أو يركب جناحي نعامة ... ليدرك ما قد مت بالأمس يسبق
قضيت أمورا ثم غادرت بعدها ... بوائق في أكمامها لم تفتق
فلم يدر ذلك الراكب من هو، وكنا نتحدث بأنه من الجن. فرجع عمر رضي الله تعالى عنه من تلك الحجة فطعن فمات. وقالوا: تكلم فلان «فجمع بين الأروى والنعامة» إذا تكلم بكلمتين مختلفتين، لأن الأروى يسكن الجبال، والنعامة تسكن الفيافي، فلا يجتمعان. وقالوا: «أحمق «٥» من نعامة» و «أجبن «٦» من نعامة» . وذلك أنها إذا خافت شيئا، لا ترجع إليه بعد ذلك أبدا.
[الخواص]
: مرارته سم ساعة، ومخ عظامه يورث آكله السل، وذرقه إذا أحرق وسحق وطلي به على السعفة أبرأها من وقته، وقشر بيض النعام إذا طرح في الخل بعد ما يخرج جميع ما فيه، تحرك في الخل وزال من موضعه، إلى موضع آخر. وإذا عمل من الحديد الذي يأكله النعام، ويخرج منه سكين أو سيف، لم يكل أبدا ولم يقم له شيء.
[التعبير]
: النعامة في المنام امرأة بدوية، وقيل: النعامة نعمة، فمن ركب نعامة في منامه فإنه يركب خيل البريد، وقيل: من ركب نعامة فإنه ينكح خصيا، والنعامة تدل على الأصم لأنها لا تسمع، وقيل: تدل على النعي لأنه مشتق من اسمها، وربما دلت على النعمة. والنعامتان على نعمتين والثلاث نعامات على نعي الرائي وموته للاشتقاق والله أعلم.
[النعثل:]
كجعفر، الذكر من الضباع وكان أعداء عثمان رضي الله تعالى عنه يسمونه نعثلا.
[النعجة:]
الأنثى من الضأن والجمع نعاج ونعجات قال الشاعر:
من كان ذا بتّ فهذا بتي ... مقيظ مصيف مشتى
تخذته من نعجات ست ... سود نعاج من نعاج الدّست
والدست الصحراء، وكنيتها أم الأموال وأم فروة، وتطلق على الأنثى من الظباء والبقر الوحشية.
روى أحمد بن صالح السهمي، عن ابن لهيعة عن موسى بن وردان عن أبي هريرة رضي الله تعالى