فتكسر عظمه وتهشم لحمه. فمن رأى من هذه الجوارح شيئا من غير منازعة، فإنه ينال مغنما، وكل حيوان يصاد به، كالكلب والفهد والصقر يعبر بولد شجاع فمن تبعه صقر، فإن رجلا شجاعا يعطف عليه، وإن كان له حامل، فإنه يرزق ولدا شجاعا، وكل الجوارح المعلمة تدل على الولد الذكر.
ومن المنامات المعبرة، أتى رجل إلى ابن سيرين، فقال: رأيت كأن حمامة نزلت على شرفات السور، فأتاها صقر فابتلعها، فقال ابن سيرين: إن صدقت رؤياك، ليتزوج الحجاج بنت الطيار. فكان كذلك والله أعلم.
[الصل:]
بكسر الصاد، الحية التي لا تنفع فيها الرقية. ومنه قالوا:«فلان صل مطرق» . وبه وصف إمام الحرمين تلميذه أبا المظفر أحمد بن محمد الخوافي، وكان علامة أهل طوس، نظير الغزالي، وكان عجيبا في المناظرة رشيق العبارة، توفي سنة خمسمائة، وكان هو والكيا الهراسي «١» والغزالي أكبر تلامذة إمام الحرمين رحمة الله عليهم.
الصّلب:
كصرد طائر معروف ذكره في العباب.
[الصلنباج:]
كسقنطار سمك طويل دقيق، ذكره في العباب أيضا.
[الصلصل:]
بالضم الفاختة، قاله الجوهري وغيره، وسيأتي ما في الفاختة، في باب الفاء إن شاء الله تعالى.
[الصناجة:]
قال القزويني في الأشكال: ليس شيء أكبر من هذا الحيوان، وهو يكون بأرض التبت، وهذا الحيوان يتخذ لنفسه بيتا بقدر فرسخ في الأرض، في فرسخ وكل حيوان وقع بصره عليه مات في الحال، وإذا وقع بصر الصناجة عليها ماتت الصناجة، والحيوانات تعرفه فتعرض له مغمضة العين ليقع بصر الصناجة عليها فتموت، وإذا ماتت تبقى طعمة للحيوان مدة طويلة وهذا من عجائب الوجود. قلت: وقد استعمل الحريري لفظة الصناجة، في المقامة السادسة والأربعين، حيث قال: أحسنت يا نغيش، يا صناجة الجيش. قال الشراح لكلامه: النغيش القصير. وفي الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم «رأى نغاشيا فخر ساجدا» .
وفسروا صناجة الجيش بأنها الطبل المعروف. قلت: ووجه الشبه أنه لما كان يطرب بالصنج كطرب الجماعة الحاضرين به سماه بذلك. فالهاء فيه للمبالغة. والصناجة أيضا ذات الصنج، وهي آلة لهو تتخذ من صفر يضرب أحدهما بالآخر.
قال الحافظ ابن عبد البر وغيره: أول موروث في الإسلام عدي بن نضلة. وأول وارث نعمان بن عدي، كان عدي قد هاجر إلى أرض الحبشة، فمات بها فورثه ابنه نعمان هناك، واستعمله عمر رضي الله تعالى عنه على ميسان ولم يستعمل من قومه غيره وراود امرأته على الخروج معه فأبت فكتب «٢» إليها: