الجوارح دابة وحشية أكبر من السنور، وأصغر من الكلب، والجمع عنوق. يقال في المثل «١» :
«لقي عناق الأرض وأدنى عناق أي داهية» . يريد أنها من الحيوان الذي يصاد به إذا علم.
[العنبس:]
الأسد، وبه سمي الرجل وهو فنعل من العبوس. والعنابس من قريش أولاد أمية بن عبد شمس الأكبر، وهم ستة: حرب وأبو حرب وسفيان وأبو سفيان وعمرو وأبو عمرو وسموا بالأسد والباقون يقال لهم الأعياص.
[العنس:]
الناقة القوية الصلبة ويقال هي التي اعنونس ذنبها، أي وفر. قاله الجوهري.
والعنسة أيضا اسم للأسد علم مشتق من العنوس قاله ابن سيده.
[العنبر:]
سمكة بحرية كبيرة يتخذ من جلودها الترس. ويقال للترس عنبر. وقد تقدم ذكرها في باب الباء الموحدة.
روى «٢» البخاري عن جابر رضي الله تعالى عنه، قال: بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأمر علينا أبا عبيدة، نلتقي عيرا لقريش، وزودنا جرابا فيه تمر لم يجد لنا غيره، فكان أبو عبيدة يطعمنا تمرة تمرة، قال: فقلت: كيف كنتم تصنعون بها؟ قال: كنا نمصها كما يمص الصبي، ثم نشرب عليها الماء، فتكفينا يومنا إلى الليل، وكنا نضرب بعصينا الخبط، ثم نبله بالماء فنأكله.
فانطلقنا على ساحل البحر، فرفع لنا شيء كهيئة الكثيب الضخم، فأتيناه فإذا هي دابة تدعى العنبر. قال: فقال أبو عبيدة: إنها ميتة، ثم قال: لا بل نحن رسل رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفي سبيل الله، وقد اضطررتم فكلوا، قال: فأقمنا عليها شهرا، ونحن ثلاثمائة، حتى سمنا، يعني تقوينا، وزال ضعفنا، وإلا فما كانوا سمانا قط، قال: ولقد رأيتنا نغترف من وقب عينيها بالقلال الدهن ونقتطع القطعة قدر التور. ولقد أخذ منا أبو عبيدة ثلاثة عشر رجلا فأقعدهم في عينها، وأخذ ضلعا من أضلاعها فأقامه، ثم رحل أعظم بعير معنا فمر من تحتها، وتزودنا من لحمها.
فلما قدمنا المدينة، أتينا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذكرنا ذلك له فقال: «هو رزق أخرجه الله لكم فهل معكم من لحمه فتطعمونا» ؟ قال: فأرسلنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم منه فأكله.
وسرية أبي عبيدة هذه يقال لها سرية الخبط. وكانت في رجب سنة ثمان من الهجرة، وكان فيها عمر بن الخطاب وقيس بن سعد مع أبي عبيدة رضي الله تعالى عنهم. وحديثها رويناه في الغيلانيات وهو أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث أبا عبيدة رضي الله تعالى عنه، في سرية فيها المهاجرون والأنصار، ثلاثمائة رجل إلى ساحل البحر، إلى حي من جهينة، فأصابهم جوع شديد، فقال قيس بن سعد: من يشتري مني تمرا بجزور، يوفيني الجزور ههنا، وأوفيه التمر بالمدينة؟ فجعل عمر يقول: وا عجبا لهذا الغلام لا مال له يدين في مال غيره! فوجد رجلا من جهينة، فقال له قيس:
يعني جزورا أوفيكه وسقا من تمر المدينة. فقال الجهني: والله ما أعرفك، فمن أنت؟ فقال: أنا ابن سعد بن عبادة بن دليم. فقال الجهني: ما أعرفني بنسبك، وذكر كلاما، فابتاع منه خمس