للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

صبي بصرع أبرأه. ودمها، إذا قطر في العين أذهب الآثار المزمنة من ضربة أو قرحة أو غيرهما.

[التعبير]

: قال ابن المقري: الفواخت والقماري والدبسي وما أشبهها، يدل ملكها في الرؤيا على العز والجاه وظهور النعم، لأنها لا تكون في الغالب إلا عند المتنعمين، وربما دلت على أهل العبادة، والانقطاع والقراءة والتسبيح والتهليل. قال الله تعالى: وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ

«١» وربما دلت على المطربين، وأصحاب اللهو والغناء والرقص، وربما دلت على الزوجات والإماء. وقال المقدسي: الفاختة في المنام ولد كذاب، وقيل: الفاختة امرأة كذابة غير ألفة، وفي دينها نقص. وقال ارطاميدورس: الفاختة امرأة صاحبة مروءة وشكل، والله أعلم.

[الفأر:]

بالهمز جمع فأرة ومكان فترأى: كثير الفأر، وأرض فئرة أي ذات فأر، وكنية الفأرة:

أم خراب وأم راشد، وهي أصناف: الجرذ والفأر المعروفان وهما كالجاموس والبقر والبخاتي والعراب، ومنها: اليرابيع والزباب والخلد، فالزباب صم والخلد عمي، وفأرة البيش، وفأرة الإبل وفأرة المسك، وذات النطق، وفأرة البيت وهي الفويسقة التي أمر النبي صلى الله عليه وسلم بقتلها في الحل والحرم.

وأصل الفسق الخروج عن الاستقامة والجور، وبه سمي العاصي فاسقا، وإنما سميت هذه الحيوانات فواسق على الاستعارة لخبثهن، وقيل: لخروجهن عن الحرمة في الحل والحرم، أي لا حرمة لهن بحال، وقيل: سميت بذلك لأنها عمدت إلى حبال سفينة نوح عليه الصلاة والسلام، فقطعتها، روى الطحاوي في أحكام القرآن بإسناده عن يزيد بن أبي نعيم، أنه سأل أبا سعيد الخدري رضي الله عنه لم سميت الفأرة الفويسقة؟ فقال: استيقظ النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة، وقد أخذت فأرة فتيلة السراج لتحرق على رسول الله صلى الله عليه وسلم البيت، فقام إليها وقتلها وأحل قتلها للحلال والمحرم. وفي سنن أبي داود، عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما، قال: جاءت فأرة فأخذت تجر الفتيلة، فجاءت بها فألقتها بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم على الخمرة التي كان قاعدا عليها، فأحرقت منها موضع درهم. الخمرة: السجادة التي يسجد عليها المصلي، سميت بذلك لأنها تخمر الوجه، أي تغطيه.

ورواه الحاكم عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما، قال «٢» : جاءت فأرة فأخذت تجر الفتيلة، فذهبت الجارية تزجرها، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «دعيها» . فجاءت بها فألقتها بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم، على الخمرة التي كان قاعدا عليها، فأحرقت منها موضع درهم، فقال عليه الصلاة والسلام: «إذا نمتم فأطفؤا سرجكم فإن الشيطان يدل مثل هذه على هذا فتحرقكم» . ثم قال:

صحيح الإسناد. وفي صحيح مسلم وغيره أن النبي صلى الله عليه وسلم «أمر بإطفاء النار عند النوم» وعلل ذلك بأن الفويسقة تضرم على أهل البيت بيتهم نارا. وفي الصحيح أيضا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لا تتركوا النار في بيوتكم حين تنامون حتى تطفؤوها» . قال النووي رحمه الله تعالى: هذا عام، يدخل فيه نار السراج وغيرها. وأما القناديل المعلقة في المساجد وغيرها، فإن خيف حريق بسببها دخلت في

<<  <  ج: ص:  >  >>