للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

صدقة» . وفي رواية العوافي وهي جمع عافية، رواه النسائي والبيهقي وصححه ابن حبان من رواية جابر بن عبد الله، وفي صحيح مسلم من رواية الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال «١» : «تتركون المدينة على خير ما كانت لا يغشاها إلا العوافي» . يريد عوافي السباع والطير. «ثم يخرج راعيان من مزينة يريدان المدينة ينقعان بغنمهما فيجدانها وحشا حتى إذا بلغا ثنية الوداع خرا على وجوههما» . قال الإمام النووي: المختار ان هذا الترك للمدينة، يكون في آخر الزمان عند قيام الساعة. ويوضحه قصة الراعيين من مزينة فإنهما يخران على وجوههما، حين تدركهما الساعة، وهما آخر من يحشر، كما ثبت في صحيح البخاري انتهى.

وقال القاضي عياض: هذا مما جرى في العصر الأول وانقضى، وهو من معجزاته صلى الله عليه وسلم. فقد تركت المدينة على أحسن ما كانت حين انتقلت الخلافة منها إلى الشام والعراق، وذلك الوقت أحسن ما كانت للدين والدنيا، أما الدين فلكثرة العلماء بها، وأما الدنيا فلعمارتها وغرسها واتساع حال أهلها. قال: وذكر الأخباريون، في بعض الفتن التي جرت بالمدينة، وخاف أهلها أنه رحل عنها أكثر الناس، وبقيت ثمارها أو أكثرها للعوافي، وخلت مدة ثم تراجع الناس إليها، قال:

وحالها اليوم قريب من هذا وقد خرب أطرافها.

[العائذ:]

بالذال المعجمة الناقة التي معها ولدها، وقيل: الناقة إذا وضعت وبعدما تضع أياما حتى يقوى ولدها. وفي الحديث «إن قريشا خرجت لقتال رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعها العوذ المطافيل «٢» . وهي جمع عائذ يريد أنهم خرجوا بذوات الألبان من الإبل ليتزودوا بألبانها، ولا يرجعوا حتى يناجزوا محمدا وأصحابه في زعمهم. ووقع في نهاية الغريب أن العوذ المطافيل يريد بها النساء والصبيان، وإنما قيل للناقة عائذ وإن كان الولد هو الذي يعوذ بها لأنها عاطف عليه كما قالوا تجارة رابحة وإن كان مربوحا فيها، لأنها في معنى نامية وزاكية. وكذلك عيشة راضية لأنها في معنى صالحة.

[العبقص والعبقوص:]

دويبة قاله ابن سيده.

[العبور:]

الجذعة من الغنم أو أصغر، وعين اللحياني ذلك للصغير، فقال: هي بعد الفطم والجمع عبائر قاله ابن سيده أيضا.

[العترفان:]

بضم العين الديك وقد تقدم لفظ الديك في باب الدال المهملة. قال عدي بن زيد «٣» :

ثلاثة أحوال وشهرا محرما ... أقضى كعين العترفان المحارب

[العتود:]

بفتح العين: الصغير من أولاد المعز إذا قوي ورعى وأتى عليه حول، والجمع أعتدة وعدان أصله عتدان، فأدغم. روى مسلم عن عقبة بن عامر أن النبي صلى الله عليه وسلم «أعطاه غنما

<<  <  ج: ص:  >  >>