للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ذات قوائم أربع أصغر من الفأر، تقتل الحمام وتقرض الثياب، ولذلك قالوا: ابن مقرض.

[الحكم]

: حكى الرافعي في حله الوجهين، في ابن عرس وقال: إنه الدلق، قال في المهمات:

الصحيح على ما يقتضيه كلام الرافعي الحل. وقد وقعت المسألة في الحاوي الصغير، على الصواب فأباح ابن مقرض وحرم ابن عرس. وقد تقدم في باب الدال المهملة الكلام على الدلق مستوفى، والله الموفق.

[المقوقس:]

طائر معروف مطوق سواده في البياض، كالحمام وهو لقب لجريج بن مينا القبطي ملك مصر، وكان من قبل هرقل، ويقال: إن هرقل عزله لما رأى ميله إلى الإسلام. وأهدى لرسول الله صلى الله عليه وسلم فرسا يقال له الزاز، وبغلته الدلدل، وحمارا أو غلاما خصيا اسمه مابور. وقد ذكره ابن منده وأبو نعيم في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم غلطا في ذلك فإنه لم يسلم ومات على نصرانيته. ومنه فتح المسلمون مصر في خلافة عمر رضي الله تعالى عنه. ومابور المذكور كان ابن عم مارية القبطية، وكان يأوي إليها فقال الناس: علج يدخل على علجة، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فبعث عليا ليقتله، فقال: يا رسول الله أقتله أم أرى رأيي فيه؟ فقال صلى الله عليه وسلم: «بل ترى رأيك فيه» فلما رأى الخصي عليا، ورأى السيف في يده، تكشف فإذا هو مجبوب ممسوح فرجع علي إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وأخبره بذلك فقال صلى الله عليه وسلم: «إن الشاهد يرى ما لا يرى الغائب» .

وروى «١» مسلم في آخر باب التوبة، بعد حديث الإفك عن أنس رضي الله تعالى عنه، أن رجلا كان متهما بأم ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي: «اذهب فاضرب عنقه» . فأتاه علي فإذا هو على ركى يتبرد فيها، فقال له علي: اخرج فناوله يده فأخرجه فإذا هو مجبوب ليس له ذكر فكف علي عنه ثم أتى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله إنه لمجبوب.

والذي رواه الطبراني، في هذه القصة عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله تعالى عنهما، أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل على مارية القبطية أم ولده إبراهيم، وهي حامل به فوجد عندها نسيبا لها، كان قد قدم معها من مصر فأسلم وحسن إسلامه، وكان يدخل عليها وأنه رضي من مكانه من أم ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يجب نفسه فقطع ما بين رجليه، حتى لم يبق لنفسه قليلا ولا كثيرا، فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما على أم ولده إبراهيم، فوجد قريبها عندها، فوقع في نفسه من ذلك شيء كما يقع في أنفس الناس، فرجع متغير اللون، فلقي عمر رضي الله تعالى عنه، فأخبره بما وقع في نفسه من قريب أم إبراهيم، فأخذ عمر رضي الله تعالى عنه السيف، وأقبل يسعى حتى دخل على مارية فوجد قريبها ذلك، عندها فأهوى إليه بالسيف ليقتله، فلما رأى ذلك منه كشف عن نفسه، فلما رأى ذلك عمر رضي الله تعالى عنه، رجع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأخبره، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ألا أخبرك يا عمر أن جبريل أتاني فأخبرني أن الله عز وجل قد برأها وقريبها مما وقع في نفسي، وبشرني أن في بطنها غلاما مني وأنه أشبه الخلق بي، وأمرني أن أسميه إبراهيم، وكناني بأبي إبراهيم، ولولا أني أكره أن أحول كنيتي التي عرفت بها، لتكنيت بأبي إبراهيم كما كناني

<<  <  ج: ص:  >  >>