للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الباب الأسفل، وانظر إلى الأرض، كيف تراها؟ ففعل وقال: أرى الأرض مثل اللحة والجبال مثل الدخان، فطارت النسور يوما آخر وارتفعت، حتى حالت الريح بينها وبين الطيران، فقال لصاحبه: افتح البابين وانظر ففتح الأعلى، فإذا السماء كهيئتها، وفتح الأسفل فإذا الأرض سوداء مظلمة. ونودي: أيها الطاغية إلى أين تريد؟

وقال عكرمة: كان معه في التابوت غلام، قد حمل قوسا ونشابا، فرمى بسهم، فعاد إليه السهم ملطخا بدم سمكة، قذفت بنفسها من بحر في الهواء، وقيل بدم طائر أصابه السهم. فقال: كفيت إله السماء. قال: ثم إن النمرود، أمر صاحبه أن يصوب الخشبات، وينكس اللحم ففعل، فهبطت النسور بالتابوت، فسمعت الجبال هفيف التابوت والنسور، ففزعت وظنت أنه قد حدث حادث من لسماء، وأن الساعة قد قامت، فكادت تزول عن أماكنها. فذلك قوله تعالى: وَإِنْ كانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبالُ

«١» قرأ ابن مسعود رضي الله عنه إن كاد بالدال المهملة وقرأ العامة بالنون وقرأ ابن جريج والكسائي لتزول بفتح اللام الأولى ورفع الثانية، وقرأ العامة بكسر اللام الأولى ونصب الثانية. قال الجوهري: نسر صنم لذي الكلاع بأرض حمير، وكان يغوث لمذحج، ويعوق لهمدان من أصنام قوم نوح عليه السلام. قال الله تعالى: وَلا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْراً

«٢» انتهى.

وإلى هذا أشار العباس رضي الله تعالى عنه، عم النبي صلى الله عليه وسلم، لما أتى النبي صلى الله عليه وسلم منصرفه من تبوك، فقال: يا رسول الله إني أريد أن أمتدحك، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: «قل لا يفضض الله فاك» . فأنشد العباس رضي الله تعالى عنه يقول:

من قبلها طبت في الظلال وفي ... مستودع حيث يخصف الورق

ثم هبطت البلاد لا بشر ... أنت ولا مضغة ولا علق

بل نطفة تركب السفين وقد ... ألجم نسرا وأهله الغرق

تنقل من صالب إلى رحم ... إذا مضى عالم بدا طبق

وردت نار الخليل مكتتما ... في صلبه أنت كيف يحترق

حتى احتوى بيتك المهيمن من ... خندق علياء تحتها النطق

وأنت لما ولدت أشرقت الأرض ... وضاءت بنورك الأفق

فنحن في ذلك الضياء وفي النور ... وسبل الرشاد نخترق

[تتمة]

: روى الدارقطني، عن عقبة بن عامر الجهني، رضي الله تعالى عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لما عرج بي إلى السماء الدنيا، دخلت جنة عدن، فوقعت في يدي تفاحة، فلما وضعتها في يدي انقلبت حوراء عيناء مرضية، أشفار عينها كمقادم النسور، فقلت لها: لمن أنت؟

فقالت: للخليفة بعدك» .

[الحكم]

: يحرم أكله لاستخباثه، وأكله الجيف.

<<  <  ج: ص:  >  >>