للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الذعلب:]

والذعلبة الناقة السريعة، وفي حديث سواد بن مطرف الذعلب الناقة الوجناء «١» .

[الذئب:]

يهمز ولا يهمز وأصله الهمزة والأنثى ذئبة، وجمع القلة أذؤب، وجمع الكثرة ذئاب وذؤبان. ويسمى الخاطف والسّيد والسرحان وذؤالة والعمّلس والسلق، والأنثى سلقة والسمسام، وكنيته أبو مذقة لأنه لونه كذلك قال الشاعر:

حتى إذا جن الظلام واختلط ... جاؤوا بمذق هل رأيت الذئب قط

ومن كناه الشهيرة أبو جعدة. قال عبيد بن الأبرص «٢» للمنذر بن ماء السماء ملك الحيرة حين أراد قتله:

وقالوا: هي الخمر تكنى الطلا ... كما الذئب يكنى أبا جعدة

ضربه مثلا أي تظهر لي الإكرام وأنت تريد قتلي. كما أن الخمرة، وإن سميت طلاء وحسن إسمها، فإن فعلها قبيح. وكذلك الذئب، وإن حسنت كنيته فإن فعله قبيح. والجعدة الشاة وقيل: نبت طيب الريح ينبت في الربيع ويجف سريعا وسئل ابن الزبير عن المتعة؟ فقال: الذئب يكني أبا جعدة. يعني أن المتعة حسنة الإسم قبيحة المعنى، كما أن الذئب حسن الكنية قبيح الفعل. ومن كناه أبو ثمامة وأبو جاعد وأبو رعلة وأبو سلعامة وأبو العطلس وأبو كاسب وأبو سبلة.

ومن أصحابه الشهيرة أو يس مصغرا، ككميت ولحيف. قال الشاعر الهذلي:

يا ليت شعري عنك والأمر عمم ... ما فعل اليوم أويس بالغنم

ومن أوصافه الغبش، وهو لون كلون الرماد يقال: ذئب أغبش وذئبة غبشاء. وروى الإمام أحمد وأبو يعلي الموصلي وعبد الباقي بن قانع أن الأعشى الشاعر المازني الحرمازي، وإسمه عبد الله بن الأعور، كانت عنده امرأة يقال لها معاذة، فخرج في شهر رجب يمير أهله من هجر، فهربت امرأته ناشزة عليه، فعاذت برجل منهم يقال له مطرف بن بهصل بن كعب بن قميع بن دلف بن أهصم بن عبد الله بن الحرماز، فجعلها خلف ظهره، فلما قدم لم يجدها في بيته فأخبر بخبرها فطلبها منه، فلم يدفعها إليه وكان مطرف أعز منه في قومه فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فعاذ به وأنشأ يقول:

يا سيد الناس ودّيان العرب ... أشكو إليك ذرية من الذرب

كالذئبة الغبشاء في ظلّ السّرب ... خرجت أبغيها الطعام في رجب

فخالفتني بنزاع وهرب ... وقذفتني بين عيص مؤتشب «٣»

أخلفت العهد ولطّت بالذنب ... وهن شر غالب لمن غلب

فقال «٤» النبي صلى الله عليه وسلم عند ذلك: «وهن شر غالب لمن غلب» . كنى عن فسادها وخيانتها

<<  <  ج: ص:  >  >>