للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بذلك، وبما شاهده من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبما قاله الراهب. فأضعفت لرسول الله صلى الله عليه وسلم ما سمت له.

وقد تقدم للقلوص ذكر في لفظ الفلو في قوله صلى الله عليه وسلم: «إن الله يربي الصدقة للمتصدق كما يربي أحدكم فلوه أو قلوصه» «١» . والقلوص أيضا الأنثى من النعام.

[القليب:]

كالسكين، الذئب وكذلك القلوب كالخنوص قال الشاعر:

أيا أمنا أبكى على أمّ واهب ... أكيلة قلّوب بإحدى المذانب

[القمري:]

طائر مشهور، كنيته أبو زكرى وأبو طلحة، وهو حسن الصوت والأنثى قمرية والذكر ساق حر، والجمع قماري غير مصروف. قال ابن السمعاني في الأنساب: القمرة بلدة تشبه الجص لبياضها وأظنها بمصر، منها الحجاج بن سليمان بن أفلح القمري مصري روى عن مالك بن أنس والليث بن سعد وغيرهما، مات فجأة سنة ثمان وتسعين ومائة.

وروى عنه محمد بن سلمة المرادي وغيره. قال: والقمري طائر منسوب إلى هذه البلدة.

هكذا ذكره صاحب المجمل. وقال ابن سيده: القمري طائر صغير من الحمام والأنثى قمرية وجمعها قماري وقمر. انتهى.

وكان عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق رضي الله تعالى عنهما، لما طلق زوجته عاتكة بنت سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل ينشد «٢» :

أعاتك لا أنساك ما ذرّ شارق ... وما ناح قمري الحمام المطوق

ولم أر مثلي طلق اليوم مثلها ... ولا مثلها من غير جرم يطلق

أعاتك قلبي كلّ يوم وليلة ... إليك بما تخفي النفوس معلق

لها خلق جزل ورأي ومنصب ... وخلق سوي في الحياة ومنطق

فرق له أبوه وأمره أن يراجعها. والقصة في ذلك حسنة طويلة جدا، مذكورة في الاستيعاب والتمهيد وغيرهما.

وقال القزويني: إذا ماتت ذكور القماري لم تتزاوج إناثها بعدها، وتنوح عليها إلى أن تموت، ومن العجب أن بيض القماري يجعل تحت الفواخت، وبيض الفواخت تحت القماري. وذكر أن الهوام تهرب من صوت القماري. روى أبو المظفر بن السمعاني عن والده، قال: أنشدنا سعيد بن المبارك النحوي لنفسه:

أرى الفضل منّاح التأخر أهله ... وجهل الفتى يسعى له في التقدم

كذاك أرى الخفاش ينجيه قبحه ... ويحتبس القمري حسن الترنم

[فائدة]

: كان الإمام الشافعي رضي الله تعالى عنه جالسا بين يدي الإمام مالك بن أنس

<<  <  ج: ص:  >  >>