للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[النكل:]

الفرس القوي المجرب، وفي الحديث «أن الله تعالى يحب النكل على النكل» بالتحريك، يعني الرجل القوي المجرب على الفرس القوي المجرب. وهو كقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الآخر: «إن الله يحب الرجل القوي المبدىء المعيد على الفرس القوي المبدىء المعيد» . وقد تقدم ذكر هذا الحديث في باب الفاء في الفرس.

[النمر:]

بفتح النون وكسر الميم ويجوز إسكان الميم مع فتح النون وكسرها كنظائره، ضرب من السباع فيه شبه من الأسد، إلا أنه أصغر منه، وهو منقط الجلد نقطا سودا وبيضا وهو أخبث من الأسد، لا يملك نفسه عند الغضب حتى يبلغ من شدة غضبه أن يقتل نفسه. والجمع أنمار وأنمر ونمور ونمار. والأنثى نمرة. وكنيته أبو الأبرد وأبو الأسود وأبو جعدة وأبو جهل وأبو خطاف وأبو الصعب وأبو رقاش وأبو سهيل وأبو عمرو وأبو المرسال. والأنثى أم الأبرد وأم رقاش. قال الأصمعي: يقال: تنمر فلان أي تنكر وتغير، لأن النمر لا تلقاه أبدا إلا متنكرا غضبان. قال عمرو بن معد يكرب:

قوم إذا لبسوا الحديد ... تنمروا حلقا وقدا

يريد تشبهوا بالنمر لاختلاف ألوان القد والحديد. ومزاج النمر كمزاج السبع، وهو صنفان:

صنف عظيم الجثة صغير الذنب وبالعكس. وكله ذو قهر وقوة وسطوات صادقة، ووثبات شديدة وهو أعدى عدو للحيوانات، ولا تروعه سطوة أحد، وهو معجب بنفسه، فإذا شبع نام ثلاثة أيام، ورائحة فيه طيبة بخلاف السبع، وإذا مرض وأكل الفأر زال مرضه.

وذكر الجاحظ أن النمر يحب شرب الخمر، فإذا وضع له في مكان شربه حتى يسكر فعند ذلك يصاد. وزعم قوم أن النمرة لا تضع ولدها إلا مطوقا بحية، وهي تعيش وتنهش إلا أنها لا تقتل. ومنزلته من السباع في الرتبة الثانية من الأسد، وهو ضعيف الحزم شديد الحرص يقظان الحراك. وفي طبعه عداوة الأسد، والظفر بينهما سجال، وهو نهوش خطوف بعيد الوثبة، فربما وثب أربعين ذراعا صعودا، ومتى لم يصد لم يأكل شيئا، ولا يأكل من صيد غيره وينزه نفسه عن أكل الجيف.

روى الطبراني في معجمه الأوسط، عن عائشة رضي الله تعالى عنها، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن موسى عليه السلام قال: يا رب أخبرني بأكرم خلقك عليك، فقال: الذي يسرع إلى هواي إسراع النسر إلى هواه، والذي يألف عبادي الصالحين كما يألف الصبي الناس، والذي يغضب إذا انتهكت محارمي كغضب النمر لنفسه، فإن النمر إذا غضب لا يبالي أقل الناس أم كثروا» . وفي إسناده محمد بن عبد الله بن يحيى بن عروة، وهو متروك. وقد تقدم في النسر الإشارة إلى بعضه.

[الحكم]

: يحرم أكله لأنه سبع ضار.

روى «١» أبو داود عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لا تصحب الملائكة رفقة

<<  <  ج: ص:  >  >>