للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الشاهين]

: جمعه شواهين وشياهين، وليس بعربي، لكن تكلمت به العرب. قال «١» الفرزدق:

حمى لم يحطّ عنه سريع ولم يخف ... نويرة يسعى بالشياهين طائرة

ويروى بالشواهين وقال عبد الله بن المبارك «٢» :

قد يفتح المرء حانوتا لمتجره ... وقد فتحت لك الحانوت بالدين

بين الأساطين حانوت بلا غلق ... تبتاع بالدين أموال المساكين

صيّرت دينك شاهينا تصيد به ... وليس يفلح أصحاب الشواهين

وقد تقدمت له أبيات، في باب الباء الموحدة، في البازي، تشبه هذه. ومن كلامه: تعلمنا العلم للدنيا، فدلنا على ترك الدنيا. والشاهين ثلاثة أنواع: شاهين وقطامي وأنيقي. والشاهين في الحقيقة من جنس الصقر، إلا أنه أبرد منه وأيبس مزاجا، ولأجل ذلك تكون حركته من العلو إلى السفل شديدة، ولهذا ينقض على سيده انقضاضا من غير تحريم، وعنده جبن وفتور، وهو مع ذلك شديد الضراوة على الصيد ولأجل ذلك ربما ضرب بنفسه الأرض فمات. وعظامه أصلب من عظام سائر الجوارح وبعضهم يقول الشاهين كاسمه يعني الميزان، لأنه لا يتحمل أدنى حال من الشبع، ولا أيسر حال من الجوع، والمحمود من صفاته أن يكون عظيم الهامة، واسع العينين، رحب الصدر، ممتلىء الزور، عريض الوسط، جليد الفخذين، قصير الساقين، قليل الريش، رقيق الذنب إذا صلب عليه جناحيه، لم يفضل عنه منهما شيء، فإذا كان كذلك، صاد الكركي وغيره. ويقال: إن أول من صاد به قسطنطين، وكانت الشواهين ريضت له، وعلمت أن تحوم على رأسه إذا ركب فتظله من الشمس، وكانت تنحدر مرة وترتفع أخرى، فإذا ركب وقفت حوله إلى أن ركب يوما، فثار طائر من الأرض، فانقض عليه بعض الشواهين، فأخذه فأعجبه ذلك وضراه على الصيد.

[وحكمه]

: يأتي في باب الصاد المهملة، إن شاء الله تعالى، في الصقر.

ومن الرسائل التي كتبتها قديما للأخ فارس الدين شاهين، وأنا بالمدينة النبوية على ساكنها أفضل الصلاة والسلام:

سلام كما فاحت بروض أزاهر ... يضيء كما لاحت بأفق زواهر

إذا عبقت كتبي به قال قائل ... أفي طيها نشر من المسك عاطر

إلى فارس الدين الذي قد ترحلت ... لخدمة خدام مصر الأكابر

إذا عدّ خدام الملوك جميعهم ... فبينهم ذكر لشاهين طائر

<<  <  ج: ص:  >  >>