للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

منه إليه. قال الجوهري: وأصله أن طرفة بن العبد، كان عند بعض الملوك، والمسيب بن عبس ينشد شعرا في وصف جمل، ثم حوله إلى نعت ناقة، فقال طرفة: قد استنوق الجمل.

[وخواصها]

: كالإبل أيضا.

[التعبير]

: الناقة في الرؤيا امرأة، فإن كانت من البخت فهي أعجمية، وإن كانت غير بختية فهي امرأة عربية. فمن رأى كأنه حلب ناقة تزوج امرأة صالحة، ومن كان متزوجا وحلب ناقة رزق ولدا ذكرا، وربما رزق بنتا. ومن رأى ناقة ومعها فصيلها، فإنه يدل على ظهور آية وفتنة عامة. وقال ابن سيرين: الناقة المحدوجة سفر في بر، ومن ركب ناقة مهرية في منامه سافر وقطع عليه الطريق. ومن حلب النوق في منامه فإنه يلي ولاية يجمع فيها الزكاة.

ومن الرؤيا المعبرة أن ابن سيرين رحمه الله، أتاه رجل فقال له: رأيت رجلا يحلب من النوق البخت لبنا، ثم حلبها دما. فقال ابن سيرين: هذا رجل يتولى على الأعاجم ويجيبهم الزكاة وهي اللبن، ثم يظلمهم ويأخذ أموالهم غصبا، وهو الدم، فكان كذلك. ولحم النوق يدل على وفاء النذر لقول الله تعالى: كُلُّ الطَّعامِ كانَ حِلًّا لِبَنِي إِسْرائِيلَ إِلَّا ما حَرَّمَ إِسْرائِيلُ عَلى نَفْسِهِ

«١» وهو لحم الجزور. وقيل: لحم الجزور في الرؤيا مصيبة، وقيل مرض، وقيل: رزق، لقول الله تعالى: وَالْأَنْعامَ خَلَقَها لَكُمْ فِيها دِفْءٌ وَمَنافِعُ وَمِنْها تَأْكُلُونَ، وَلَكُمْ فِيها جَمالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ، وَتَحْمِلُ أَثْقالَكُمْ

«٢» ومن عقر ناقة في منامه ندم على أمر فعله، وناله منه مصيبة لقول «٣» الله تعالى: فَعَقَرُوها فَأَصْبَحُوا نادِمِينَ.

وقيل: ركوب الناقة نكاح امرأة، فإن ركبها مقلوبا أتى امرأة في دبرها. ومن رأى ناقة صارت بغلة أو بعيرا، فإن زوجته لا تحمل أبدا. ومن ماتت ناقته ماتت امرأته، أو بطل سفره، وربما دلت الناقة على امرأة كثيرة الخصام، لكثرة رغائها. ومن رأى ناقة دخلت مدينة، فإنها فتنة لقول الله تعالى: إِنَّا مُرْسِلُوا النَّاقَةِ فِتْنَةً لَهُمْ

«٤» فإذا عقرت ناقة في مدينة، أصاب أهلها نكبة والله أعلم.

[الناموس:]

البعوض وقد تقدم في باب الباء الموحدة، وقال أبو حامد الأندلسي: الناموس دويبة تلسع الناس، وقال الجوهري: وناموس الرجل سره الذي يطلعه على باطن أمره، ويخصه بما يستره عن غيره. قال الزبيدي: وهو مشتق من نمس بالكلام إذا أخفاه، يقال: نمس الصائد إذا اختفى في الدريئة انتهى.

وأهل الكتاب يسمون جبريل عليه السلام الناموس الأكبر، لأنه يخفي الكلام حين يلقيه إلى الرسل عن الحاضرين، وفي الحديث أن ورقة بن نوفل قال لخديجة رضي الله تعالى عنها، وهو ابن عمها، وكان نصرانيا: لئن كان ما تقولين حقا، إنه ليأتيه الناموس الذي كان يأتي موسى.

<<  <  ج: ص:  >  >>