جميعا حسنا أو حسينا وقدماه على قدمي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقول:«حزقة حزقة، ترق عين بقة» فيرقى الغلام فيضع قدميه على صدر رسول الله صلى الله عليه وسلم. ثم قال صلى الله عليه وسلم:«افتح فاك» ثم قبله ثم قال:
«اللهم من أحبه فإني أحبه «١» » ورواه البزار ببعض هذا اللفظ. والحزقة الضعيف المتقارب الخطو ذكر ذلك له على سبيل المداعبة والتأنيس. وترق معناه اصعد وعين بقة كناية عن صغر العين مرفوع على أنه خبر مبتدإ محذوف. وفي كامل ابن عدي وتاريخ ابن النجار في ترجمة محمد بن علي بن الحسين بن محمد عن الأصبغ بن نباتة الحنظلي قال: سمعت علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه يقول في خطبته: ابن آدم وما ابن آدم تؤلمه بقه، وتنتنه عرقه، وتقتله شرقه.
والأصبغ بن نباتة الحنظلي المذكور يروي عن علي رضي الله تعالى عنه أشياء لم يتابعه عليها أحد فاستحق من أجلها الترك روى له ابن ماجه حديثا واحدا:«نزل جبريل عليه السلام على النبي صلى الله عليه وسلم بحجامة الأخدعين والكاهل «٢» » .
[الحكم:]
يحرم أكل البق لاستقذاره كالبعوض.
[الأمثال:]
قالوا:«أضعف من بقة «٣» » .
[التعبير]
: البق في المنام أعداء ضعاف طعانون، وهم جندلا وفاء لهم ولا جلد. ويدل أيضا على الهم والحزن لأن البق يمنع النوم والهم والحزن يمنعان النوم والله أعلم.
[البكر]
: الفتى من الإبل والأنثى بكرة. والجمع بكار مثل فرخ وفراخ وقد يجمع في القلة على ابكر. قال أبو عبيدة: البكر من الإبل بمنزلة الفتى من الناس، والبكرة بمنزلة الفتاة والقلوص بمنزلة الجارية، والبعير بمنزلة الإنسان، والجمل بمنزلة الرجل، والناقة بمنزلة المرأة.
روى مسلم عن أبي رافع أن النبي صلى الله عليه وسلم استلف من رجل بكر، فلما جاءت إبل الصدقة أمرني أن أقضي الرجل بكرا فقلت: لم أجد في الإبل إلا جملا خيارا رباعيا، فقال «٤» صلى الله عليه وسلم: «أعطه فإن خياركم أحسنكم قضاء» . وفي رواية بازلا بدل رباعيا. وروى الحاكم عن العرباض بن سارية رضي الله عنه قال: بعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم بكرا فجئت أتقاضاه فقلت: يا رسول الله اقضني ثمن بكري. قال:«نعم ثم قضاني فأحسن قضائي» . ثم جاءه أعرابي فقال: يا رسول الله اقضني بكري فقضاه بعيرا مسنا، فقال يا رسول الله هذا أفضل من بكري! فقال صلى الله عليه وسلم:«هو لك إن خير القوم خيرهم «٥» قضاء» . ثم قال صحيح الإسناد.