وقال ابن عباس رضي الله تعالى عنهما:«عن يمين العرش نهر من نور، مثل السموات السبع والأرضين السبع سبعين مرة، يدخله جبريل عليه السلام كل سحر فيغتسل فيه فيزداد نورا إلى نوره، وجمالا إلى جماله، وعظما إلى عظمه، ثم ينتفض فيخرج الله تعالى من كل ريشة سبعين ألف قطرة، فيخلق من كل قطرة سبعين ألف ملك، يدخل منهم كل يوم إلى البيت المعمور سبعون ألف ملك، وإلى الكعبة سبعون ألفا لا يعودون إلى يوم القيامة» . وقال الطبري: ما لا تعلمون ما أعد الله تعالى في الجنة لأهلها، مما لم تره عين، ولم تسمعه أذن، ولم يخطر على قلب بشر.
روينا في بعض الأخبار، عن الحارث بن الحكم، قال: أنزل الله تعالى في بعض الكتب:
أنا الله لا إله إلا أنا لولا أني قضيت بالنتن على الميت، لحبسه أهله في البيوت، وأنا الله لا إله إلا أنا مرخص الأسعار والبلاد مجدبة، وأنا الله لا إله إلا أنا مغلي الأسعار والأهراء ملأى، وأنا الله لا إله إلا أنا لولا أني قضيت بالسوس على الطعام، لخزنته الملوك، وأنا الله لا إله إلا أنا لولا أني أسكنت الأمل في القلوب، لأهلكها التفكر. ولما حرم عمرو بن هند على المتلمس «١» حب العراق قال «٢» :
آليت حبّ العراق الدهر أطعمه ... والحبّ يأكله في القرية السوس
روى البيهقي، في شعبه عن ابن مسعود رضي الله تعالى عنه أنه قال: من استطاع منكم أن يجعل كنزه في السماء حيث لا يناله اللصوص ولا يأكله السوس فليفعل فإن قلب كل امرىء عند كنزه.
وحكى عن الشيخ العارف أبي العباس المرسي أن امرأة قالت له: كان عندنا قمح مسوس فطحناه فطحن السوس معه. وكان عندنا فول مسوس فدششناه فخرج السوس حيا فقال لها:
صحبة الأكابر تورث السلامة. قلت: ويقرب من هذا، ما حكاه ابن عطية في تفسير سورة الكهف، أن والده حدثه عن أبي الفضل الجوهري الواعظ بمصر، أنه قال في مجلس وعظه: من صحب أهل الخير عادت عليه بركتهم، هذا كلب صحب قوما صالحين فكان من بركتهم عليه أن ذكره الله تعالى في القرآن ولا يزال يتلى على الألسنة أبدا. ولذلك قيل: من جالس الذاكرين انتبه من غفلته، ومن خدم الصالحين ارتفع بخدمته.
[ومن الفوائد المستغربة]
، ما أخبرني به بعض أهل الخير أن أسماء الفقهاء السبعة، الذين كانوا بالمدينة الشريفة، إذا كتبت في رقعة وجعلت في القمح فإنه لا يسوس، ما دامت الرقعة فيه، وهم مجموعون في قول «٣» الأول:
ألا كلّ من لا يقتدي بأيمة ... فقسمته ضيزى عن الحق خارجه
فخذهم عبيد الله عروة قاسم ... سعيد أبو بكر سليمان خارجه
وأفادني بعض أهل التحقيق، أن أسماءهم إذا كتبت وعلقت على الرأس، أو ذكرت عليه