الذي أنزله الله تعالى على بني اسرائيل على القول المشهور وغلط الهذلي فظنه العسل فقال:
ألذ من السلوى إذا ما نشورها
وفي صحيح البخاري في أحاديث الأنبياء وفي مسلم في النكاح من حديث محمد بن رافع، قال: حدثنا عبد الرزاق، حدثنا معمر عن همام بن منبه، قال: هذا ما حدثنا به أبو هريرة رضي الله عنه وذكر أحاديث، منها: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لولا بنو اسرائيل لم يخنز اللحم، ولولا حواء لم تخن أنثى زوجها الدهر أبدا»«١» . ومعناه أنه لم يتغير اللحم أبدا ولم ينتن. قال العلماء: معناه أن بني إسرائيل لما أنزل الله عليهم المن والسلوى، نهوا عن ادخارهما فادخروا ففسد وأنتن واستمر من ذلك الوقت. وروى ابن ماجة عن أبي الدرداء رضي الله تعالى عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:«سيد طعام أهل الدنيا وأهل الجنة اللحم»«٢» . وعنه رضي الله تعالى عنه:«ما أهدي للنبي صلى الله عليه وسلم لحم إلا قبله، ولا دعي إلى لحم إلا أجاب»«٣» . وعن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه قال:«أطيب اللحم لحم الظهر» . وما أحسن ما قال شيخنا برهان الدين القيراطي «٤» :
لما رأيت سلوى عز مطلبه ... عنكم وعقد اصطبارى صار محلولا
دخلت بالرغم مني تحت طاعتكم ... ليقضي الله أمرا كان مفعولا
[الحكم]
: يحل أكله بالإجماع.
[الخواص]
: قال ابن زهر: إذا علقت عينه على الأرمد شفي، وإن اكتحل بها نفع من وجع الكبد. ومرارته تخلط بزعفران مداف، ويطلى به على البهق الأسود، يقطعه. وزبله يسحق ويذر على القروح المتأكلة ينفعها، وإذا دفن رأسه في برج حمام، زال عنه سائر الهوام ورأسه إذا بخر به مكان أزال الأرضة منه.
[التعبير]
: السلوى تدل رؤيته على رفع النكد والنجاة من العدو، ونجاز الوعد والخير والرزق الهنيء بلا تعب ولا عناء لمن رآه أو ملكه. وربما دلّت رؤيته على سلوى عن عشيق لأجل اسمه وربما دلت رؤيته على كفران النعم وزوال المنصب وضنك العيش لقوله تعالى: أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ
«٥» والله أعلم.
[السماني:]
قال الزبيدي: هو بضم السين وفتح النون على وزن الحبارى، اسم لطائر يلبد بالأرض ولا يكاد يطير إلا أن يطار والسماني طائر معروف. ولا تقل سماني بالتشديد، والجمع سمانيات ويسمى قتيل الرعد من أجل أنه إذا سمع الرعد مات ويقال: إن فرخه عندما يخرج من البيض يطير من ساعته. ومن عجيب أمره أنه يسكت في الشتاء، فإذا أقبل الربيع يصيح ويغتذي