بن جبل رضي الله تعالى عنه يقتل البراغيث والقمل في الصلاة، وفي رواية رأيت معاذا يقتل القمل في الصلاة ولكن لا يعبث.
وروى البزار والطبراني في معجمه الأوسط، عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه، قال: إن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إذا وجد أحدكم القملة في المسجد فليدفنها» . وقال أبو عمر بن عبد البر في التمهيد: وأما القملة والبرغوث فأكثر أصحابنا يقولون: لا يؤكل طعام مات فيه شيء منهما لأنهما نجسان، وهما من الحيوان الذي عيشه من دم حيوان، لا عيش لهما غير الدم، ولهما دم فهما نجسان. وكان سليمان بن سالم القاضي الكندي من أهل أفريقية يقول: إن ماتت القملة في ماء طرح ولا يشرب، وإن وقعت في دقيق، ولم تخرج في الغربال، لم يؤكل الخبز، وإن ماتت في شيء جامد طرحت وما حولها كالفأرة. وقال غيره من أصحابنا وغيرهم: إن القملة كالذباب سواء، وقال في التمهيد أيضا: ذكر نعيم بن حماد، عن ابن المبارك، عن المبارك بن فضالة، عن الحسن، أن النبي صلى الله عليه وسلم «كان يقتل القمل في الصلاة أو قتل القمل في الصلاة» . قال نعيم: هذا أول حديث سمعته من ابن المبارك.
[الأمثال]
: قالت العرب: «غل قمل»«١» يضرب للمرأة السيئة الخلق. قال ابن سيده في الحديث:«النساء غل قمل» يقذفها الله في عنق من يشاء ثم لا يخرجها إلا هو، وهذا بعض أثر.
وفي الفائق في آخر باب الهاء مع الباء، أن عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه قال: النساء ثلاث هينة لينة عفيفة مسلمة، تعين أهلها على العيش، ولا تعين العيش على أهلها، وأخرى وعاء للولد، وأخرى غل قمل يضعه الله في عنق من يشاء، ويكفه عمن يشاء. والرجال ثلاثة: رجل ذو رأي وعقل، ورجل إذا حز به أمر أتى ذا رأي فاستشاره، ورجل حائر بائر لا يأتمر رشيدا، ولا يطيع مرشدا. وقال الأصمعي: كانوا يغلون الأسير بالقيد وعليه الوبر فإذا طال الغل عليه قمل فيلقى منه جهدا. يضرب لكل من يلقى في شدة، قال: وهذا هو السبب في قول حاتم الطائي: «لو غير ذات سوار لطمتني» ، وذلك أنه مر ببلاد نميرة في بعض الأشهر الحرم، فناداه أسير لهم: يا أبا سفانة أكلني الإسار والقمل، فقال: ويحك أسأت إذ نوهت باسمي في غير بلاد قومي، فساوم القوم به ثم قال: أطلقوه واجعلوا يدي في الغل مكانه ففعلوا، فجاءته امرأة ببعير لتفديه، فقام فنحره فلطمته، فقال: لو غير ذات سوار لطمتني، يعني أني لا أقتص من النساء فعرف ففدى نفسه.
[الخواص]
: قال الجاحظ: القمل يعتري ثياب غير المجذومين، قال ابن الجوزي: والحكمة في ذلك أنه لما تولع الجذام بأطرافهم صعب عليهم الحك، فمنع الله عنهم ذلك لطفا بهم، كما أنه منع عن الأخرس السمع لطفا به، وإذا ألقيت القملة وهي حية أورثت النسيان. كذا رواه ابن عدي في كامله، في ترجمة أبي عبد الله الحكم بن عبد الله الأيلي، أنه روى بإسناد صحيح، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:«ست خصال تورث النسيان: أكل سؤر الفأر، القاء القملة وهي حية، والبول في الماء الراكد، وقطع القطار، ومضغ العلك، وأكل التفاح الحامض، وبضد ذلك اللبان الذكر»«٢»