وبهذا يظهر أنه نوع من الغربان، لأن جميعها يفعل ذلك. وقيل: اشتق له هذا الاسم من صوته.
[الحكم]
: في حله وجهان: أحدهما يؤكل كغراب الزرع، والثاني يحرم وهو الأصح في الروضة تبعا للبغوي والبوسنجي. وسئل الإمام أحمد عنه فقال: إن لم يأكل الجيف فلا بأس به.
وقال بعض الصحابة: إنه يأكلها فيكون على قوله محرما.
[فائدة]
: حكى الجوهري أن العرب تتشاءم به وبصياحه، لأنهم كانوا يشتقون في الطيرة مما يسمعون ويشاهدون، فكانوا إذا سمعوا العقعق اشتقوا منه العقوق، وإذا سمعوا العقاب اشتقوا منه العقوبة، وإذا رأوا شجر الخلاف، وهو الصفصاف، اشتقوا منه الخلاف. والخلاف بتخفيف اللام ضد الوفاق، وكذلك الخلاف الذي هو الصفصاف، بتخفيف اللام أيضا. وحكى الرافعي الخلاف عن الحنفية، فيمن خرج لسفر فسمع صوت عقعق فرجع، هل يكفر أم لا؟ قيل: إنه يكفر، وكذلك رأيته في فتاوى قاضي خان. قال النووي: الصحيح أنه لا يكفر عندنا بمجرد ذلك.
[الأمثال]
: قالوا: «ألص من عقعق»«١» و «أحمق من عقعق»«٢» لأنه كالنعامة التي تضيع بيضها وأفراخها وتشتغل ببيض غيرها وإياها عنى هدبة بقوله:
كتاركة بيضها بالعراء ... وملبسة بيض أخرى جناحا
[الخواص]
: إذا جعل دماغه على قطنة، وألصق على موضع النصل، أو الشوكة الغائصين في البدن، أخرجهما بسهولة. ولحمه حار يابس رديء الكيموس.
[التعبير]
: العقعق في الرؤيا رجل لا أمان له ولا وفاء، ومن رأى أنه كلمه عقعق جاءه خبر من غائب، والعقعق رجل حكار يطلب الغلاء والله أعلم.
[العقيب:]
طائر، لا يستعمل إلا مصغرا.
العكّاش:
كرمّان ذكر العنكبوت عن كراع.
[العكرشة:]
بكسر العين والراء المهملتين وبالشين المعجمة في آخره، الأرنب الأنثى. وفي الحديث، أن رجلا سأل عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه، فقال: عنت لي عكرشة، وأنا محرم، فقتلتها، فقال: فيها جفرة.
[العكرمة:]
بكسر العين والراء المهملتين الأنثى الحمام، وسمي بها الإنسان أيضا، كعكرمة مولى ابن عباس، أحد أوعية العلم، ولما مات مولاه عبد الله بن عباس رضي الله تعالى عنهما، كان عكرمة رقيقا لم يعتقه، فباعه ولده علي بن عبد الله بن عباس لخالد بن يزيد بن معاوية بأربعة آلاف دينار، فقال عكرمة لعلي: بعت علم أبيك بأربعة آلاف دينار! فاستقال خالدا فأقاله ثم أعتقه. مات عكرمة وكثير عزة الشاعر في يوم واحد بالمدينة سنة خمس ومائة، وصلي عليهما في