حكاه الجوهري. وقال غيره: إنه حيوان على شكل السنور الوحشي، وفي قده إلا أن لونه يخالف لونه وهو من ذوات الأنياب، ويوجد في بلاد الحبشة كثيرا، لكن يؤيد ما حكاه الجوهري ما قاله بشر بن أبي عوانة لما قتل الأسد:
أفاطم لو شهدت ببطن جب ... وقد لاقى الهزبر أخاك بشرا
إذا لرأيت ليثا رام ليثا ... هزبرا أغلبا لاقى هزبرا
تبهنس إذ تقاعس عنه مهري ... فقلت له: عقرت اليوم مهرا
أنل قدمي بطن الأرض إني ... وجدت الأرض أثبت منك ظهرا
وقلت له وقد أبدى نصالا ... محددة ولحظا مكفهرا
يدل بمخلب وبحد ناب ... وباللحظات تحسبهن جمرا
وفي يمناي ماضي العزم أبغي ... بمضربه قراع الموت أثرا
فأنت تروم للأشبال قربا ... ومطلبي لبنت العم مهرا
فلما ظن أن النصح غشّ ... وخال مقالتي زورا وهجرا
مشى ومشيت من أسدين راما ... مراما كان يطلباه وعرا
هززت له الحسام فخلت أني ... سللت به لدى الظلماء فجرا
وجدت بضربة جاءته شفعا ... بساعد ماجد تركته وترا
فخرّ مجندلا فحسبت أني ... هدمت له بناء مشمخرا
وقلت له يعز علي أني ... قتلت مناسبي جلدا وقهرا
ولكن رمت شيئا لم يرمه ... سواك فلم تطق يا ليث صبرا
فلا تجزع فقد لاقيت حرا ... يحاذر أن يعاب فمت حرا
وأبو الهزبر الملك المؤيد صاحب اليمن داود بن الملك المظفر يوسف بن عمر، كانت دولته بضعا وعشرين سنة، وكان عالما فاضلا شجاعا، وكان عنده من الكتب نحو مائة ألف مجلد، وكان يحفظ التنبيه وغيره وأبوه الملك المظفر، وولده الملك المجاهد كانا في العلم أرفع منه درجة، وأذكى قريحة، وأشهر فضلا، تغمدهم الله برحمته.
[الهرعة:]
القملة، قيل: مكتوب على عرش بلقيس:
ستأتي سنون هي المعضلات ... يراع من الهرعة الأجدل
وفيها يهين الصغير الكبير ... وذو العلم يسكته الأجهل
[الهف:]
جنس من السمك صغار، وهو الحساس المتقدم ذكره في باب الحاء المهملة.
[الهقل:]
بكسر الهاء الفتى من النعام، وبه لقب محمد بن زياد الهقل الدمشقي، كاتب الأوزاعي، وكان يسكن بيروت، فغلب عليه هذا اللقب. قال ابن معين: ما كان بالشأم أوثق منه، وكان أعلم الناس بمحاسن الأوزاعي وفتياه، توفي سنة تسع وسبعين. وروى له الجماعة