أفطر جلس على الرماد للإفطار، وهو يدعو على السلطان، ملك شاه فمرض ملك شاه ومات في تلك الأيام، ولم تشهد له جنازة، ولا صلّى عليه أحد في الصورة الظاهرة، وحمل في تابوته إلى أصبهان ودفن بها.
أما البقرة التي أمر الله تعالى بني إسرائيل بذبحها، فقصتها مشهورة وستأتي الإشارة إلى شيء منها في باب العين في لفظ العجل إن شاء الله تعالى، فسبحان من فاوت بين الخلق. قيل لإبراهيم عليه الصلاة والسلام: اذبح ولدك، فتله للجبين. وقيل لبني إسرائيل: اذبحوا بقرة فَذَبَحُوها، وَما كادُوا يَفْعَلُونَ «١»
. وخرج أبو بكر الصديق رضي الله عنه من جميع ماله.
وبخل ثعلبة بن حاطب بالزكاة، وجاد حاتم في حضرة وأسفاره. وبخل الحباحب بضوء ناره، وكذلك فاوت بين الفهوم، فسبحان أنطق متكلم، وباقل أعجز من أخرس. وفاوت بين الأماكن فزرود تشكو العطش، والبطائح تشكو الغرق.
[غريبة]
: كانت العرب إذا أرادت الاستسقاء في السنة الأزمة جعلت النيران في أذناب البقر وأطلقوها فتمطر السماء لأن الله تعالى يرحمها بسبب ذلك قال «٢» الشاعر في ذلك:
أجاعل أنت بيقورا مسلّعة ... ذريعة لك بين الله والمطر
وقال أمية بن أبي الصلت «٣» الثقفي يذكر ذلك:
سنة أزمة تخيل بالنا ... من ترى للعضاه فيها صريرا «٤»
لا على كوكب ينوء ولا ري ... ح جنوب ولا ترى طخرورا «٥»
ويسوقون باقرا لسهل للطو ... دمها زيل خشية أن تبورا «٦»
عاقدين النيران في هلب الأذ ... ناب منها لكي تهيج البحورا «٧»
سلع مّا ومثله عشر ما ... عائل ما وعالت البيقورا «٨»
وحكى في الإحياء أن شخصا كانت له بقرة يحلبها ويخلط في لبنها الماء ويبيعه، فجاء سيل فغرق البقرة فقال له بعض أولاده: إن تلك المياه المتفرقة التي صببناها في اللبن اجتمعت دفعة واحدة وأخذت البقرة. وروى الخلال، في المجلس التاسع من مجالسه، عن جابر بن عبد الله