للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حق، وكتب عليه: هذا دواء للباه مجرب صحيح، إذا استعمل منه وزن كذا وكذا انعظ، وجامع كذا وكذا مرة. فلما قتله ابنه، بادر ففتح خزائنه، فوجد ذلك الحق مختوما، فقرأ ما كتب عليه، فقال: بهذا كان كسرى يقوى على مجامعة النساء! ففتحه واستعمل منه ما ذكر، فمات. فهو أول ميت اقتص من قاتله. وقد تقدم في باب الدال المهملة، في الدابة عن كامل بن الأثير، أن كسرى كان له ثلاثة آلاف امرأة وخمسون ألف دابة.

[الشقحطب:]

كسفرجل، الكبش الذي له أربعة قرون، والجمع شقاحط وشقاطب.

[الشقذان:]

الحرباء، قاله ابن سيده، والشقذان أيضا الضب والورل والطحن وسام أبرص والدساسة واحدته شقذة.

الشّقراق:

بفتح الشين وكسرها. قاله في المحكم، وابن قتيبة في أدب الكاتب. قال البطليوسي، في الشرح: الكسر في شين الشقراق أقيس، لأن فعلان، بكسر الفاء، موجود في أبنية الأسماء نحو طرماح وشنقار، وفعلان بفتح الفاء، مفقود فيها. قال: وبكسر الشين قرأناه في الغريب للمصنف، وهكذا حكاه الخليل وذكر أن فيه ثلاث لغات: شقراق بكسر الشين وإسكان القاف، وشقراق بفتح الشين وإسكان القاف، وشقراق بضم الشين وإسكان القاف. وربما قالوا شرقراق انتهى.

وهو طائر صغير يسمى الأخيل، وهو أخضر مليح، بقدر الحمامة، وخضرته حسنة مشبعة، وفي أجنحته سواد، والعرب تتشاءم به. وله مشتى ومصيف، وهو كثير ببلاد الروم والشام وخراسان ونواحيها، ويكون مخططا بحمرة وخضرة وسواد، وفي طبعه شره وشراسة وسرقة فراخ غيره. وهو لا يزال متباعدا من الإنس، ويألف الرّوابي ورؤوس الجبال، لكنه يحضن بيضه في العمران العوالي، التي لا تنالها الأيدي. وعشه شديد النتن، وقال شارح الغنيمة والجاحظ: إنه نوع من الغربان، وفي طبعه العفة عن السفاد، وهو كثير الاستغاثة، إذا ضاربه طائر ضربه وصاح كأنه المضروب.

[الحكم]

: جزم الروياني والبغوي بتحريم أكله لاستخباثه، ونقله الرافعي عن الصيمري.

وممن قال بالتحريم: العجلي، شارح غنية ابن سريج، وجزم بتحريمه وتحريم العقعق الماوردي، في الحاوي، وعلل بأنهما مستخبثان عند العرب، وهو قول الأكثرين، وقال بعض الأصحاب بحله.

[الأمثال]

: قالوا: «أشأم من الأخيل وهو الشقراق» «١» .

[الخواص]

: إذا كان الذهب ناقص العيار، يذاب ويفرغ عليه من مرارته، فإنه يحمر ويزداد عياره، كما لو أفرغ عليه من مرارة الثعلب فإنه ينقص عياره، وإذا اتخذ من مرارته خضاب سود الشعر. ولحمه حار ظاهر الحرارة وفيه زهومة قوية، إلا أنه يحلل الرياح الغليظة التي تكون في الأمعاء.

<<  <  ج: ص:  >  >>