ولك على الثاني أن تقول: أبرصان وأبارص كما صنع الشاعر، فإنه جمع على الثاني وإنما سمي هذا النوع بسام أبرص لأنه سم أي جعل الله فيه السم، وجعله أبرص. وسيأتي في باب الواو إن شاء الله تعالى، في ذكر الوزغ. ومن شأن هذا الحيوان، أنه إذا تمكن من الملح، تمرغ فيه فيصير مادة لتولد البرص.
[وحكمه]
: تحريم الأكل لاستقذاره وللأمر بقتله، وعدم جواز بيعه كسائر الحيوانات التي لا منفعة لها والله أعلم.
[الخواص]
: دمه إذا طلي به داء الثعلب أنبت الشعر، وكبده يسكن وجع الضرس، ولحمه يوضع على لسعة العقرب ينفعها، وجلده يوضع موضع الفتق يذهبه، وهو لا يدخل بيتا فيه رائحة الزعفران.
[التعبير]
: سام أبرص والعظاية في التأويل: فاسقان يمشيان بالنميمة. وقال ارطاميدورس:
سام أبرص يدل على فقر وهم والله أعلم.
[السانح:]
وما والاك ميامنه من ظبي أو طائر أو غيرهما تقول سنح الظبي لي سنوحا إذا مر من مياسرك إلى ميامنك. والعرب تتيمن بالسانح وتتشاءم بالبارح. وفي المثل: «من لي بالسانح بعد البارح» «١» قال أبو عبيدة: سأل يونس رؤية عن السانح والبارح، فقال: السانح ما والاك ميامنة، والبارح ما والاك مياسرة، وكان ذلك يصد الناس عن مقاصدهم فنفاه النبي صلى الله عليه وسلم بالنهي عن الطيرة وأخبر أنه لا تأثير له في جلب نفع ولا دفع ضر قال لبيد «٢» :
لعمرك ما تدري الطوارق بالحصا ... ولا زاجرات الطير ما الله صانع
والطيرة سيأتي الكلام عليها إن شاء الله تعالى، في الطير واللقحة، في بابي الطاء المهملة واللام.
السّبد:
بضم السين وفتح الباء طائر لين الريش، إذا قطرت عليه قطرة من ماء جرت عليه من لينه وجمعه سبدان قال الراجز:
أكل يوم عرشها مقيلي ... حتى ترى المئزرذا الفضول
مثل جناح السبد الغسيل
والعرب تشبه الفرس به إذا عرق قال طفيل العامري «٣» :
كأنه سبد بالماء مغسول
ولم أر لأصحابنا في حكمه كلاما.
السّبع:
بضم الباء وإسكانها الحيوان المفترس والجمع أسبع وسباع وأرض مسبعة أي كثيرة السباع قرأ الحسن وابن حيوة وما أكل السبع بإسكان الباء، وهي لغة لأهل نجد قال حسان بن