[فائدة أجنبية:]
استدراج الله تعالى العبد، أنه كلما جدد خطيئة. جدد الله له نعمة وأنساه الاستغفار وأن يأخذه قليلا قليلا ولا يباغته.
روى: أحمد في الزهد عن عقبة بن عامر رضي الله تعالى عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال «١» :
«إذا رأيت الله تعالى يعطي العبد، من الدنيا على معاصيه ما يحب، فإنما هو استدراج» . ثم تلا قوله «٢» تعالى: فَلَمَّا نَسُوا ما ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنا عَلَيْهِمْ أَبْوابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذا فَرِحُوا بِما أُوتُوا أَخَذْناهُمْ بَغْتَةً فَإِذا هُمْ مُبْلِسُونَ
قال ابن عطية: روي عن بعض العلماء أنه قال: رحم الله امرءا تدبر هذه الآية حَتَّى إِذا فَرِحُوا بِما أُوتُوا أَخَذْناهُمْ بَغْتَةً فَإِذا هُمْ مُبْلِسُونَ
وقال محمد بن النضر الحارثي: أمهل هؤلاء القوم عشرين سنة وقال الحسن. والله ما أحد من الناس بسط الله تعالى له في الدنيا فلم يخف أن يكون قد مكر به فيها إلا كان قد نقص في عمله وعجز في رأيه ما أمسكها الله تعالى عن عبد، فلم يظن أنه خير له فيها، إلا كان قد نقص في عمله، وعجز في رأيه. وفي الخبر أن الله تعالى أوحى إلى موسى عليه السلام، إذا رأيت الفقر مقبلا إليك فقل:
مرحبا بشعار الصالحين. وإذا رأيت الغنى مقبلا إليك فقل: ذنب عجلت عقوبته.
[الدرباب:]
طائر مركب من الشقراق والغراب، وذلك بين في لونه، وهو كما قال أرسطاطاليس في النعوت: إنه طائر يحب الأنس، ويقبل التأديب والتربية، وفي صفيره وقرقرته أعاجيب، وذلك أنه ربما أفصح بالأصوات وقرقر كالقمري وربما حمحم كالفرس وربما صفر كالبلبل وغذاؤه من النبت والفاكهة واللحم وغير ذلك، ومألفه الغياض والأشجار الملتفة. انتهى قلت:
وهذه صفة الطائر المسمى عند الناس بأبي زريق فإنه على هذا النعت الذي ذكره. ويقال له القيق أيضا وسيأتي إن شاء الله تعالى له مزيد بيان في باب القاف.
[الدرحرج:]
قال القزويني: إنها دويبة مبرقشة بحمرة وسواد يقال إنها سم، من أكلها تقرحت مثانته، وسد بوله وأظلم بصره، وتورم قضيبه وعانته، ويعرض له اختلاط في عقله.
[وحكمها:]
التحريم لضررها بالبدن والعقل.
[الدرص:]
بكسر الدال ولد القنفذ والأرنب واليربوع والفأرة والهرة والذئبة ونحوها والجمع ادراص ودرصة. قال السهيلي في التعريف والإعلام: العرب تقول للأحمق أبو دراص للعبه بالأدراص، وهو جمع درص، وهو ولد الكلبة وولد الهرة ونحو ذلك. وكنية اليربوع أم أدراص قاله الأصمعي.
[الأمثال:]
قالت العرب: «ضل دريص نفقه» «٣» أي جحره يضرب لمن لا يعبأ بأمره قال طفيل «٤» :
فما أم أدراص بأرض مضلة ... بأغدر من قيس إذا الليل أظلما