قال بعضهم: ومن ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم: «الناس قواري الله في الأرض» . أي شهوده، لأن بعضهم يتبع أحوال بعض، فإذا شهدوا الإنسان بخير أو شر فقد وجب، والقواري واحدها قار وهو جمع شاذ.
قلت: ويدل لصحة هذا المعنى قوله عليه الصلاة والسلام: «أنتم شهداء الله في الأرض»«١» .
[وحكمها]
: الحل لأن العرب كانت تأكلها، قاله الصيمري وغيره، وقالوا في كتاب الحج:
الحمام يفدى بشاة، وما دونه من القواري وغيرها يفدى بالقيمة. وهذا دليل على حل أكلها، وتصريح بأن القارية ليست من الحمام. وكلام أهل اللغة لا يساعده. فقد قال ابن السكيت، في إصلاح المنطق: القواري طيور خضر لها ترجيع. وقد تقدم تفسير هدير الحمام بالترجيع في صوته، وتقدم أن غير الحمام يشاركه في اللعب وإذا كان غير الحمام يشاركها في اللعب ألغى اعتباره، ووجب اعتبار الهدير وهو الترجيع، فوجب أن تكون القارية من الحمام، وأنها تفدى بشاة دون القيمة، كسائر الحمام وللنظر في هذا التعارض مجال.
[القاق:]
طائر مائي طويل العنق.
[وحكمه]
: حل الأكل كما تقدم.
[القاقم:]
دويبة تشبه السنجاب، إلا أنه أبرد منه مزاجا وأرطب، ولهذا هو أبيض يقق، ويشبه جلده جلد الفنك، وهو أعز قيمة من السنجاب.
[وحكمه]
: الحل لأنه من الطيبات.
[القانب:]
الذئب العواء والمقانب الذئاب الضاربة، وقد تقدم لفظ الذئب في باب الذال المعجمة.
[القاوند:]
طائر يتخذ وكره على ساحل البحر، ويحضن بيضه سبعة أيام في الرمل، ويخرج أفراخه في اليوم السابع، ثم يزقها سبعة أيام أيضا، والمسافرون في البحر يتيمنون بهذه الأيام، ويوقنون بطيب الوقت وحلول أوان السفر. وقيل: إن الله تعالى إنما يمسك البحر عن هيجانه في زمن الشتاء، عن بيض هذا الطائر وفراخه، لبره بأيويه، عند كبرهما، وذلك أنهما إذا كبرا حمل إليهما قوتهما، وعالهما حياتهما إلى أن يموتا. وهذا الطائر المتخذ منه شحم القاوند المعروف، وهو يقيم المقعد ويحلل البلاغم المزمنة. وفي المفردات: دهن القاوند معروف كالسمن، يؤتى به من بلاد اليمن، ومن الحبشة والهند، ويقال إنه يستخرج من ثمر شجرة كالجوز، ويطحن في المعاصر، ويستخرج، ينفع الأمراض الباردة وأوجاع الأعصاب.
[القبج:]
بفتح القاف وإسكان الباء الموحدة، وبالجيم في آخره، واحدة قبجة الحجل، والقبجة اسم جنس يقع على الذكر والأنثى، حتى تقول: يعقوب، فيختص بالذكر، وكذلك