للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الفراريج، فإنه يسمع كلام قوم فسقة، ومن أكل لحم الفراريج، أكل مالا من رجل كريم.

والفراريج تدل على أمر يتألف عاجلا بلا تعب، لأن الفراريج لا تحتاج إلى كلفة التربية، والله تعالى أعلم.

[الفرير والفرار:]

ولد النعجة والماعزة والبقرة، ويقال: هو من أولاد المعز ما صغر جسمه. وقيل: الفرير واحد والفرار جمع قاله ابن سيده.

[فسافس:]

كخنافس حيوان كالقراد شديد النتن، قاله ابن سينا. وقال القزويني: يشبه أن يكون البق، إذا سحقت وجعلت في ثقبة الإحليل نفعت من عسر البول. وقد تقدم في باب الباء الإشارة إلى هذا.

[الفصيل:]

ولد الناقة إذا فصل عن رضاع أمه، وهو فعيل بمعنى مفعول كجريح وقتيل بمعنى مجروح ومقتول، والجمع فصلان بضم الفاء وفصال بكسرها. روى الإمام أحمد ومسلم عن زيد بن أرقم رضي الله تعالى عنه، قال: خرج النبي صلى الله عليه وسلم على أهل قباء وهم يصلون الضحى، فقال صلى الله عليه وسلم: «صلاة الأوابين إذا رمضت الفصال» «١» . وهو أن تحمى الرمضاء، وهو الرمل، فتبرك الفصال من شدة حرها واحراقها أخفافها. وروى الإمام أحمد أيضا وأبو داود من حديث دكين بن سعيد الخثعمي قال: أتينا رسول الله صلى الله عليه وسلم، ونحن أربعون وأربعمائة راكب نسأله الطعام فقال عليه الصلاة والسلام: «يا عمر اذهب فأطعمهم» «٢» . فقام عمر وقمنا معه فصعد بنا إلى غرفة فأخرج المفتاح ففتح الباب، فإذا في الغرفة من التمر شبه الفصيل الرابض، فقال: شأنكم فأخذ كل منا ما شاء من ذلك التمر، ثم التفت وإني لمن آخرهم فكأنما لم نرزأ منه تمره. وقال ابن عطية، في تفسير سورة الفلق: حدثني ثقة أنه رأى عند بعضهم خيطا أحمر، وقد عقدت فيه عقد على فصلان فمنعت بذلك رضاع أمهاتها، فكان إذا حل عقدة جرى ذلك الفصيل إلى أمه في الحين فرضع.

[فرع]

: دخل فصيل رجل في بيت رجل، ولم يمكن إخراجه إلا بنقض البناء، فإن كان بتفريط صاحب البيت، بأن غصبه وأدخله نقض، ولم يغرم صاحب الفصيل شيئا، وإن كان بتفريط صاحب الفصيل، نقض البناء ولزمه أرش النقض، وإن دخل بنفسه نقض أيضا، ولزم صاحب الفصيل أرش النقض على المذهب، وبه قطع العراقيون، وقيل: وجهان ثانيهما لا أرش عليه.

[الأمثال]

: قالوا: «أتخم من فصيل» «٣» لأنه يرضع أكثر مما يطيق، ثم يتخم، وقالوا:

«كفضل ابن المخاض على الفصيل» «٤» . أي الذي بينهما من الفضل قليل يضرب للمتقاربين في رجوليتهما. وقالوا: «استنت الفصال حتى القرعى» «٥» . يضرب للذي يتكلم، مع الذي لا ينبغي له أن يتكلم بين يديه، لجلالة قدره، والقرعى: جمع قريع كمريض ومرضى، وهو الذي به قرع بالتحريك، وهو بثر أبيض يطلع في الفصال، ودواؤه الملح وحباب ألبان الإبل والله تعالى أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>