من مبلغ الحسناء أن حليلها ... بميسان يسقى في زجاج وحنتم
إذا شئت غنتني دهاقين قرية ... وصنّاجة تحدو على كلّ منسم
إذا كنت ندماني فبالأكبر اسقني ... ولا تسقني بالأصغر المتثلّم
لعلّ أمير المؤمين يسوؤه ... تنادمنا بالجوسق المتهدم «١»
فبلغ ذلك عمر رضي الله تعالى عنه فكتب إليه: بسم الله الرحمن الرحيم، حم، تَنْزِيلُ الْكِتابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ، غافِرِ الذَّنْبِ، وَقابِلِ التَّوْبِ، شَدِيدِ الْعِقابِ، ذِي الطَّوْلِ
«٢» الآية. أما بعد فقد بلغني قولك:
لعلّ أمير المؤمنين يسوؤه ... تنادمنا بالجوسق المتهدم
وايم الله لقد ساءني، ثم عزله. فلما قدم عليه سأله فقال: ما كان من هذا شيء وما كان إلا فضل شعر وجدته وما شربتها قط. فقال عمر رضي الله تعالى عنه: أظن ذلك، ولكن لا تعمل لي عملا أبدا. فنزل البصرة ولم يزل يغزو مع المسلمين حتى مات. وشعره فصيح يستشهد به أهل اللغة على أن ندمان بمعنى نديم.
[الصوار:]
القطيع من البقر، والجمع صيران، والصوار أيضا وعاء المسك وقد جمعهما الشاعر في قوله:
إذا لاح الصوار ذكرت ليلى ... وأذكرها إذا نفخ الصّوار
[الصومعة:]
العقاب، لأنها أبدا مرتفعة على أشرف مكان تقدر عليه هكذا قاله كراع في المجرد.
[الصيبان:]
تقدم بما فيه في أول الباب.
[الصيد:]
مصدر، عومل معاملة الأسماء فأوقع على الحيوان المصيد. قال الله تعالى: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقْتُلُوا الصَّيْدَ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ
«٣» وقال أبو طلحة الأنصاري رضي الله تعالى عنه:
أنا أبو طلحة واسمي زيد ... وكلّ يوم في سلاحي صيد
وبوب البخاري رحمه الله، في أول الربع الرابع من كتابه، فقال: باب قول الله تعالى: أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ وَطَعامُهُ
«٤» وقال عمر رضي الله عنه: صيده ما اصطيد، وطعامه ما رمى به.
وقال أبو بكر رضي الله عنه: الطافي حلال. وقال ابن عباس رضي الله تعالى عنهما: طعامه ميتته إلا ما قدرت عليها، والجري لا تأكله اليهود ونحن نأكله. وقال أبو شريح، صاحب النبي صلى الله عليه وسلم:
كل شيء في البحر مذبوح، وقال عطاء: أما الطير فأرى أن يذبحه. وقال ابن جريج: قلت لعطاء:
صيد الأنهار وقلات السيل أصيد بحر هو؟ قال: نعم ثم تلا «٥» هذا عَذْبٌ فُراتٌ سائِغٌ شَرابُهُ